“إش الديك وإش مرقه”… بهذا المثل يلخص المواطن عبدالله محمود عالم حاله، فهو موظف متقاعد، عمل في قطاع الاتصالات 30 عاماً، ثم تقاعد بصدور نظام التقاعد المبكر. وبعدها انتهى إمكان استفادته من التأمين الطبي، وهو منذ أن كان على رأس العمل مريض بالفشل الكلوي، ويحتاج إلى عناية طبية وتكرار مراجعة، وهي مكلفة مادياً ومنهكة معنوياً، ولا يطلب سوى مساواة المتقاعدين من موظفي شركة الاتصالات بزملائهم في الشركات الأخرى، مثل “أرامكو” و “الخطوط السعودية”.
أعتقد أن هذا المطلب أمر بسيط على شركة عملاقة مثل “الاتصالات السعودية”. وموظف الاتصالات السابق عندما يرى لوحات إعلانات الشركة عن تبرعها بـ100 مليون ريال لإنشاء مراكز صحية تحت شعار “وفاء للوطن”، وهو تبرع يستحق التقدير، أعتقد مع المواطن “الاتصالي” سابقاً أن المتقاعدين أيضاً يستحقون لفتة وفاء من شركة أسهموا في بنائها.
لا يطلب المتقاعدون سوى بعض الوفاء. مطالبهم تلك يقدمونها لمن تولى المسؤولية من بعدهم، أو من يدير شؤونهم أو أموالهم مثل مؤسسة التأمينات الاجتماعية. هنا مواطن آخر لم يذكر اسمه، يكتب مبدياً الدهشة من أن مؤسسة التأمينات الاجتماعية تملك مستشفيات، لكنها لا تعالج المتقاعدين، وهي تدير أموالهم التي تم اقتطاعها منهم عندما كانوا شباباً، ألا يمكن تمييز المتقاعدين، طبياً على الأقل، خصوصاً أن للسن أحكاماً، والأسعار في ارتفاع، والطب تحول إلى تجارة مزدهرة، حتى أصبح الإنسان يضع إحدى يديه على قلبه، والأخرى في جيبه، قبل أن يرد السلام على طبيب أو موظف استقبال. أسوق هذا للإخوة في المؤسسة لعل وعسى!
جانب آخر من أحوال الناس، من مكة المكرمة يكتب الأخ أحمد مهدي الكتبي رسالة “حانقة”، وهو لا يُلام، فقد اكتشف في اليوم الأخير من الشهر الماضي أن مياه الشرب في منطقة “القشلة” في حي الطندباوي في مكة المكرمة، وهو لا يبعد كثيراً عن منطقة الحرم المكي الشريف، اختلطت بمياه الصرف الصحي، وهو يتفهم إمكان حدوث الأخطاء وكسر الأنابيب، لكنه لا يفهم عدم تحذير المشتركين في الوقت المناسب، خصوصاً مع الأخطار المروعة على الصحة. ولم يستطع أيضاً أن يفهم أن مدير فرع المياه الذي قام بمراجعته أبدى عدم علمه بالأمر، في حين قال له المقاول إن لديه العلم الأكيد. ويشير الأخ الكتبي إلى أنه تحمل كلفة تنظيف الخزان لأن عقد المياه مع المقاول لا يحوي هذا الشرط! وهو هنا لا يركِّز على الماّدة، بل على الأخلاقيات والشعور بالمسؤولية تجاه بشر آمنين في منازلهم، يستخدمون المياه للشرب والوضوء، ولا يعلمون أنها ملوثة نجسة، لا أقول سوى ما قال في نهاية رسالته.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط