بند الاستعانة

وصلني رد من سعادة المدير العام للشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة التنفيذية لمكافحة حمى الضنك، على ما طرحته في مقال “من يربح البعوضة؟”، ولا شك في أن “الحياة” ستنشره كاملاً في الصفحة المخصصة للتوضيحات. هنا وعلى عجالة أنقل للقارئ الكريم بعض من أهم ما جاء في الرد سأضعها على شكل نقاط بين أقواس.
يقول الدكتور ياسر بن سعيد الغامدي:
* “إن بعض الأحياء الجنوبية في مدينة جدة تعاني من تكدس في العمالة السائبة والوافدة، إلى جانب أن بعضها تصل نسبة الوافدين بها إلى 50 في المئة، ما يعوق دخول مثقفين صحيين سعوديين ما جعلنا نستعين بحوالى 54 رجلاً من المقيمين الأجانب للمساهمة في إيصال التوعية إلى المنازل… وتم بحمد الله نجاح التجربة وانخفضت أعداد المصابين إلى أكثر من 70 في المئة، وانتهينا من تغطية هذه الأحياء والاستغناء عن الأجانب لانتهاء الغرض”.
*  “وظّفنا أكثر من 200 شاب سعودي من خريجي الثانوية العامة وطلبة الطب والكليات الصحية في برنامج الحملة”.
* “كنا نتأمل أن يتم الاستئناس برأي المسؤول عن هذا البرنامج وهو المتعارَف عليه صحافياً… لكن يبدو أن لديكم حقائق ومعلومات أخرى لا نعلمها”. (انتهى).
بدايةً، للدكتور ياسر تحية على شجاعته الأدبية وحرصه على الرد وتوضيح وجهة نظره. وإذا قارنَّا موقفه بصمت المسؤولين في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض عن ردود الفعل على إعلانهم طلب موظفين من جنسية عربية محددة في الوقت الذي يشكو فيه الشباب السعودي من البطالة، فإن نتيجة هذه المقارنة تحية إضافية للدكتور ياسر. هذا من حيث المبدأ، أما من حيث التبرير الذي ساقه، فهو غير مقنع لأحد، إذ استند إلى أن كثافة المقيمين الأجانب في بعض أحياء جنوب جدة “تعوق دخول مثقفين صحيين سعوديين”! ولست أعلم ما شكل هذه الإعاقة، هل قدرات شبابنا لا تؤهلهم للدخول لتلك الأزقة؟ أم أن السكان لن يُصْغُوا إليهم؟
المفترض أن يقوم الشباب الذين وُظّفوا بهذه المهمات. والواجب أن يتعرفوا إلى كل حي يحتاج إلى خدمات الصحة وخدماتهم. الأحياء ستبقى على حالها، وتزداد الألغاز في أزقتها. أليس من الأفضل أن يكتسب الشباب خبرة في تلك الأحياء المنعزلة لتصب في الوزارة والمديرية؟ إن صيغة “الاستعانة” الجديدة تلك توفر البيئة المناسبة لاستمرار عزل تلك الأحياء وسكانها عن المدينة التي تشكل جزءاً مهماً منها، وهي تكرِّس الأوضاع المتردية في تلك الأحياء، وتسهم في بقاء العمالة السائبة التي أشار إليها الدكتور في رده.
 اسمح لي يا دكتور، التبرير الوارد في الرد غير مقنع، وهو يؤكد ما نُشِرَ. والأخبار المنشورة أصلاً كانت واضحة غير غامضة، فلم تكن هناك حاجة إلى الاستئناس. كل ما نرجوه أن يتوقف برنامج “الاستعانة” هذا، إذا كانت هناك حاجة إلى الاستعانة، فاستعينوا بشبابكم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.