بعد فترة من ظهور مرض “الإيدز” واكتشاف فيروسه، ظهر في الإعلام طبيب عربي من مصر، نسيت اسمه، أعلن اكتشافه علاجاً لهذا المرض. ونشرت الصحف وقنوات التلفزيون مقابلات معه، فحصل على احتفالية إعلامية لمع فيها اسمه فترة من الوقت. الذي أذكره أن ذلك الطبيب كان لديه حذر من سرقة اكتشافه. على مدى سنوات كانت قضية الاكتشاف إعلامية بحتة، ثم اختفى الطبيب وعلاجه الذي أطلق عليه اسماً مركباً من أحرف رؤساء دول. اختفى من الإعلام، ولم نعلم هل كان الأمر صحيحاً أم زوبعة إعلامية الهدف منها الشهرة و “طق الحنك” على الهواء مباشرة؟
الشيخ عبد المجيد الزنداني، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، أعلن منذ فترة، أنه بالمشاركة مع فريق علمي اكتشف علاجاً لـ “الإيدز”. وحتى أكون أكثر دقة، الشيخ أعلن انه استنبط هذا العلاج من حديث نبوي. وفي حوار صحافي معه نشرته صحيفة “عكاظ”، قال إن هذا العلاج تمكن من شفاء ثلاث عشرة من خمس عشرة حالة خضعت له، ومن دون آثار جانبية. وهو يسند أقواله بآراء مختصين، إضافة إلى مشاركات في مؤتمرات علمية. الشيخ يستنجد ويبحث ويطمح إلى من يتبنى هذا الاكتشاف، فهو يريد شركة يمنية أو عربية أو عالمية.
المشكلة العويصة هي حذره منْ كشف سرّ هذا العلاج، فربما تتم سرقة أسراره. وهو حذرُ مطلوبُ يمكن تفهمه.
قد يسخر بعضهم من إعلان داعية مثل الشيخ الزنداني عن اكتشاف علاج! مثل هؤلاء مصابون بضيق أفق لم يُكتشف له علاج حتى الآن! والكاتب الموقع أدناه لا يستطيع أن يؤكد جدوى هذا الاكتشاف وإمكان استثماره، لكنه يضيفه إلى ما نقرأه في الصحف عن اختراعات واكتشافات وطموحات، تنتهي أخبارها مع صدور العدد الجديد من المطبوعة التي نشرت فيها.
وإذا وضعنا في الاعتبار سوق الدواء العالمية، وسيطرة الشركات الكبرى عليها، وإمكان إخفائها علاجاً قد يقلل من رواج واستهلاك أدوية تنتجها، واستثمرت في إنتاجها وتسويقها، حتى أصبحت هي العلاج الوحيد المعروف طبياً، أمكننا فهم الحذر والتروِّي.
ما لا يُفهم… هو عدم وجود مبادرة من شركات عربية يشير الغرض الذي نشأت من أجله إلى أنها منتجة للدواء! اكتفت هذه الشركات بالاستيراد وإعادة التعبئة والتغليف، والبحث عن اسم محلي، وإذا فكر القائمون عليها فإن تفكيرهم لا يتعدى صيغة إعلان يروج للمقوِّيات الجنسية!
أين هذه الشركات من مثل هذه الاكتشافات؟ أم أنها لا تلتفت إلا للعيون الزرق؟ أقل الواجب أن تبادر وتبحث. ولديها، كما يفترض، المتخصصون والقدرات. أليس هذا من الخيبات العربية المتكررة؟ يطلق عليها شركات منتجة للأدوية ولم تتبن إنتاجاً محلياً واحداً!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط