“العجز والتعجيز”

العجز أمره معروف أما التعجيز فهو حال اختيارية، تبذر في الدواخل، يقنع المرء نفسه بعدم الاستطاعة فيركن للاستسلام، فيرى “المتعاجز” في الاستسلام لذة يعتقد أن فيها السلامة.
هذا واقع الحال، ولا يتوقع العربي أن تقوم دول الجامعة العربية بشن حرب على إسرائيل، مع أن هناك اتفاقاً للدفاع المشترك، والسبب عجز حقيقي عن ذلك، لكنه لا يفهم عدم لجوء بعض الدول العربية التي لها سفراء في الدولة الصهيونية لعمل أقل القليل، بعد أكثر من أسبوع على بدء التدمير الوحشي الذي يقوم به جيش إسرائيل الإرهابي.
ولأن المشاهدين من بعد للتدمير والتهجير والمجازر التي تمارسها إسرائيل، وهي ممارسات تعبر عن حقيقة وجودها، وعنوان سياساتها وفهمها للتعايش المشترك.
يبحثون – بسبب الاحتقان والقهر أمام الظلم الذي بلغ أقصاه – عن “فش الخلق”، وجد بعضهم في ابتسامة وزير الخارجية الإماراتي أثناء المؤتمر الصحافي عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب مجالاً للتنفيس، ومن حقهم أن ينفسوا، فماذا لديهم سواه؟ والوزير الذي وضعه سوء الطالع في هذا الموقع لا يمثل شخصه ولا دولته الشقيقة، بل يمثل وزراء الخارجية العرب، فإذا تجاوزنا واعتبرناها ابتسامة، فإنني أراها ابتسامة خجل، إنها الابتسامة التي يتوارى خلفها الإنسان عند موقف محرج لا يملك أمامه فعلاً فعالاً.
ثم إن هناك أناساً حباهم الله بوجه مبتسم، وهي قسمات تصيب بالحرج في أوقات الأزمات، فتجده معزياً وهو مبتسم! هذه خلقته، وقد يخيل للمرء أن من أمامه يبتسم وهو في الحقيقة غاص بمرارة العلقم في داخله، لكنه التكوين، يصف بعض السعوديين ذلك بأن فلاناً “يجض”، هو في الحقيقة يكشر مضموناً لكنه مبتسم شكلاً، لا أقول هذا دفاعاً عن وزير الخارجية الإماراتي. وهو يستحق أن يدافع عنه، فلم ير العرب من الإمارات إلا كل الخير، لكنها ابتسامة خجل من عجز حقيقته “تعجيز” عربي شامل، فالوزير يمثل مجتمعين لم يتفقوا في لحظة صعبة!
أتطرق إلى هذا بسبب رسائل حانقة على ذلك الموقف، إلا أنني أراه كما وضحته أعلاه.
بسبب عجز الشعوب يلتقط أفراد مثل تلك المواقف لينفسوا عن احتقانهم، وهو تنفيس مشروع لحظياً، سببه ما يقع من ظلم منظم مدعوم بتصريحات تحث على إرهاب الدولة الصهيونية، سواء من رايس أو رئيسها، هي تقول بكل صفاقة وعدم إحساس، إن الوقت غير مناسب لهدنة أو إيقاف إطلاق النار.
 الصهيوني لم ينته من تحقيق أهدافه في سياسة الأرض المحروقة التي قام أصلاً عليها، تناست أنها وحكومتها طالما ادعوا اهتمامهم بحقوق الإنسان والاستقرار والسلام.
وعلى ذكر حقوق الإنسان، التي ترعاها الحكومة الأميركية الداعمة للإرهاب الصهيوني، يفجر السؤال نفسه: هل تعتبر رايس ومن تمثله العربي إنساناً… لتصبح له حقوق؟ يجب أن نفتش لنعرف: هل يشملنا ذلك التصنيف الحقوقي أم لا؟!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.