الوعد في «الصمان»

أقترح وضع عبارة «كل واحد يصلح سيارته» في أعلى البطاقة الشخصية للمواطنين السعوديين، ويكون العلم بمضامينها من ضمن شروط استخراج شهادة الميلاد، فتكتب بخط أحمر مع تعهد يوقعه ولي الأمر إلى حين بلوغ صاحب الشهادة السن القانونية ليبصم شخصياً. وأقترح أيضاً أن تقرر وزارة التربية والتعليم مادة جديدة – لا مانع من ضمها لمادة الوطنية لتخفيف عبء حمل الكتب على الصغار – هذه المادة تعرف بمنهج «كل واحد يصلح سيارته»، الفصل الأول بعنوان «مالنا شغل» والفصل الثاني «ماهو شغلنا»، والثالث «دور من هو شغله» والرابع «ماحك جلدك مثل ظفرك»، أما الفصل الأخير فعنوانه «احمد ربك أنت أحسن من غيرك». في هذا الفصل يمكن وضع كثير من الحوادث المناسبة التي لابد ستقنع كل «طالب» ليكون مواطناً يعي مسؤولياته.
منهج «كل واحد يصلح سيارته»، فيه إصلاح واضح، كلمة «يصلح» كافية وحدها للإقناع بالإصلاح والتصالح مع الذات والمحيط، أيضاً فيه تحديد مسؤوليات لا تقبل التأويل. سينتج من ذلك فوائد عديدة أدناها التقليل من الشكاوى والتذمر الذي يلقي دائماً باللائمة على الجهات الحكومية.
سيارة فقدت «عقلها» فأصبحت تقود بركابها بسرعة جنونية (205 كيلومترات في الساعة)، وفي السيارة أسرة! وبحسب صحيفة «الرياض» يوم الخميس، فإن المواطن تركي القحطاني كان يقود سيارته على طريق الحجاز السريع فثبت السرعة على 140 كيلومتراً في الساعة «لن تترك لك هذه المخالفة وستضم للإحصائيات الجديدة الميدانية!»، لكن السيارة استمرت في زيادة السرعة حتى الرقم الخطر أعلاه، ولم تفلح محاولاته لإيقافها، اتصل السائق بدوريات أمن الطرق واستجابت ففتحت له الطريق «هذا أمر طيب ورائع… واستثنائي أيضاً»، ولم يتوقف فيلم الرعب هذا إلا بعد نفاد الوقود!
رجال الأمن والسائق الذي كاد «يروح ملح مع أسرته» ظهرت صورهم… أما السيارة .. فتم «طمس» نوعها. أسماء السيارات والشركات من المقدسات والثوابت «الوطنية»، هكذا جرت العادة مصداقاً لمنهج «كل واحد يصلح سيارته». وفي أي بلد في العالم ستقوم قيامة الوكالة والمصنع وسيطير خبراء لمعرفة سبب الخلل، وقبل ذلك سيجرى تحذير كل مستخدمي هذا النوع من السيارات إلى أن يتم التأكد وإصلاح الخلل، أما لدينا فكل واحد يصلح سيارته. سمعة سيارة أهم من حياة البشر، والحادثة انتهت مع نفاد الوقود، وعلى «الملقوف» أن يدقق و»يبرق» في الصورة ليتكهن بالنوع والموديل. هل سيجري المرور تحقيقاً ويصدر بياناً سريعاً عن هذه الحادثة الخطرة؟ لا أتوقع ذلك، هل سيتم إطلاق تحذير لأصحاب المركبات المماثلة؟ أيضاً لا أتوقع ذلك فنحن لسنا في اليابان ولا من الألمان أو الطليان، لذا إذا رغبت في الشراء من بقالة «عصمان» لا تملأ الخزان لأنك قد لا تتوقف إلا في الصمان.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على الوعد في «الصمان»

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يابو احمد موظفي مكاتب الجهات الرقابية في قسم العلاقات والمتابعه ماهم فاضيين
    لهذه الامور التافهة سيارة تطير ان شاء الله وتأخذ عمر عشرة خمسة عشر ادمي
    ماهي مشكلة .. هذه امور عادية المهم الاخبار اللي تتطنطن للمسؤل الاول وفين
    راح وفين زار وفين اتغدى ةلقاءتهم مع الكتاب وتضبيط كم مقالة تحمل مديحا
    للمسؤل وان هذه الجهة سبحان الله رئيسها لاينام ستة وثلاثين ساعه وهو يدور
    مصالح الناس ويستقبلهم ويحتضنهم بصدره الدافئ .. ورئيس الشركة كمان يحرك
    رجوله ويرسل كم سيارة صغيرة للاولاد في البيت يمشوا حالهم فيها وخلاص انتهى
    الموضوع وخلينا نسمع بسبس نو يابو احمد احسن .. شغل يابو الشباب ..
    وشكرا

  2. ابو عروب كتب:

    مساء الخير ابو احمد
    السياره موضوع ثاني مااتوقع يعلنون عنها عشان ما تتبهثل عائله السياره كامله

    الله يعدلها

  3. عبدالهادي سالم هادي كتب:

    اشكرك ياابو احمد على هذا المقال الشيق ولكن هناك مقال في نفس عدد اليوم ايضا يتكلم عن السيارات ولكن بطريقة غريبة جدا بعنوان
    لكن الكاتب عبدالعزيز الدباسي اراد ان يكون جميع الوافدين بدون سيارات
    ويتمنى من مسؤولين في ادارة المرور عدم السماح للوافد بقيادة السيارات وتعلمها عن طريق منع اصدار الرخص لهم
    بل ويتهم جميع الوافدين بتهديد ارواح الاخرين وممتلكاتهم والتسبب في الحوادث المرورية
    ويصفهم بانهم في بلادهم لايمتلكون حتى دراجة نارية بل ربما هوائية
    والطامة الكبرى انه يريد ترحيل اي وافد تجاوز السرعة القانونية
    استغرب وبشدة هذا الكلام من كاتب متعلم يشيد بالحضارة اذا منعت الرخص ستة مليون وافد كيف سيتنقلون ؟؟
    اذا كنت تتهم ستة مليون وافد بانهم يهددون باارواح الاخرين فهذه نوع من العنصرية
    واذا كان هذا الوافد فقير ولم يكن يمتلك حتى دراجة هوائية وربي رزقه وامتلك سيارة فاربي ارزقني وارزقه لا نعيب على احد
    اما عن ترحيل كل من تجاوز السرعة القانونية فاقول ان حقوق الانسان طمست وصارت ترحيل الانسان
    اتمنى ان لا ارى في جريدة مثل جريدة الحياة التي تعدى اشتراكي السنوي معها ستة سنوات مثل هذه المقالات التي انا اعتبرها اهانة لي ولكل مسلم غير سعودي وشكرا لكم

التعليقات مغلقة.