من المكسيكي إلى التركي

اختار المتحدث الرسمي لمجموعة «أم بي سي» مازن الحايك صحيفة النهار اللبنانية لتأكيد خبر إيقاف المجموعة بث المسلسلات التركية. والمجموعة بما تملكه من ماكينة إعلامية هائلة استطاعت فرض الكثير من المحتوى على بيوت مشاهدي قنواتها، حيث كانت قنواتها إلى عهد غير بعيد الملجأ الوحيد للمشاهد، بخاصة في السعودية، مع عدم تطور ورسمية القنوات المحلية، وما زالت صاحبة الحضور الأوفر لدى المشاهد العربي كلاً.
قبل المسلسلات التركية كانت هناك مسلسلات من جنسيات مختلفة اهتمت بها قنوات عربية مختلفة من طريق مطابخ الدبلجة، أشهرها المسلسلات المكسيكية طويلة الأمد، فاشتهرت أسماء ممثلين مكسيكيين، من ماريا مرسيدس إلى أليخاندرو، حتى أصبحت مثاراً للتندر.
مع البث المتواصل 24 ساعة تحتاج القنوات الفضائية إلى مادة حشو، فإذا توافر في هذه المادة عناصر الجذب التي تتوافر عادة في القصص تكون القناة أصابت عدة عصافير لها وربما غربان للمشاهد.
من نافلة القول أن هذه القنوات تجارية أي تبحث عن الإعلان فهو الهدف «الأسمى»، ومن يحدد ما تبث نوعاً وكماً، وإلى حد كبير هو من يسيطر على توجيه الإعلان من شركات معروفة بسيطرتها على سوق الإعلان في العالم العربي.
اختلفت المسلسلات التركية عن غيرها لأسباب موضوعية وبعيداً من معظم مضامين محتواها، فهي في الواقع تصاعدت مع تصاعد الدور السياسي التركي في البلاد العربية وكانت واحدة من أدوات قوتها الناعمة. كان مستغرباً من إدارة المجموعة «الغفلة» عن ذلك، بخاصة مع ظهور مؤشرات استغلال ثورات الربيع العربي، لكن فتش عن الإعلان وكيف يقود بشكل خفي.
المهم، استطاعت هذه المسلسلات بمضامينها مع تقارير مرادفة متنوعة تبث بين حين وآخر عن تركيا، المساهمة في جذب سياح ومستثمرين لحد كبير والترويج للصورة الذهنية عن تركيا، ولعل المتابع يتذكر قبل سنوات قليلة كيف كان بعض «سياح…نا» في تركيا ينساحون لحجز منازل صورت فيها أفلام، يضاف إلى هذا تصعيد نجومية ممثلين حتى تحول اسم «مهند» إلى علم في رأسه مسلسل.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.