تحت وقع الضغوط الديبلوماسية منعت الحكومة الهندية بث القنوات العربية في بلادها. سيدة أعمال سعودية استقرت في أحد الفنادق هناك، وبحثت عن قناة عربية ولم تجد، فلما سألت أخبرت عن التعليمات. نشرت ذلك صحيفة “عرب نيوز” الأحد الماضي.
على رغم الصداقة وحسن الجوار الممتد تاريخياً بين الهند والدول العربية، لكنها إسرائيل ومن ورائها الغرب، الولايات المتحدة وبريطانيا. وقد يكون للسياسة البريطانية دور في ذلك. أقول هذا مستشهداً بخطاب السفير البريطاني في المنامة للصحف البحرينية، الذي يطلب فيه منع نشر “صور الحرب”: يجب أن تكون مصادر أخباركم محطات “السي ان ان” وشقيقاتها، التي لا تتحدث عن شيء سوى قتل المدنيين في فلسطين المحتلة بالصواريخ، ولا تروي ولو جانباً صغيراً مما يحدث في لبنان.
هكذا هو الواقع، مع السيطرة العسكرية على الأرض، والديبلوماسية في هيئة الأمم المتحدة ومجلس أمنها الذي فقد كل معاني الأمن، يجب أن تكون هناك سيطرة إعلامية.
التعتيم الإعلامي على القضايا العربية الساخنة تعبير عن العين العوراء للسياسة الغربية. هو ليس أمراً جديداً، بل أجندة صهيونية بدعم ومشاركة غربية. خذ الحرب على العراق واحتلاله مثلاً طازجاً لا زال عرضه مستمراً. ولعلك – عزيزي القارئ – في هذا الصدد تتذكر أول من طرح مصطلح “المثلث السني” في العراق، ومن أشعل فتيل الطائفية في العراق وأحياها بدأب لا مثيل له، ومن تلقفه وأكد عليه حتى حشره في عيوننا، على رأس كل ساعة إخبارية من ساعات اليوم، إلا أن هذا ليس المثال الوحيد، فإرهاب الدولة الذي تمارسه الدولة الصهيونية على لبنان مثال ساخن يطفح بدماء الأطفال، من أولويات عمل الديبلوماسية الغربية ممثلة في بريطانيا العمل على إنجاز تعتيم إعلامي، هذه الديبلوماسية هي نفسها التي تتشدق بالحرية والديموقراطية في كل سانحة، إنها وحش برأسين، ذيله وقلبه في إسرائيل.
النتيجة لاحتلال العراق أعلنها سفير بريطانيا في بلاد الرافدين المنكوبة، قال قبل أيام إن الحرب الأهلية ستقع، كأنها غير واقعة الآن! كأن الجثث التي يكشف عنها كل يوم تأتي من المريخ. من الذي رعى واستنبت الحرب الأهلية في العراق أليست هي قوى الاحتلال الديموقراطية التي بشر بها بعضهم في سياسة التعتيم الإعلامي على أنها قوى التحرير والتطوير، ربما يعاد الحديث أيضاً عن أخطاء صغيرة. العجيب في الأمر أن الولايات المتحدة وبريطانيا لا تستفيدان من أخطائهما في العراق، بل يتم تجريب أخطاء جديدة. إنها أرض العرب منطقة التجارب، وتقطيع الأوصال، ولبنان ليس بعيداً عن العراق… فقط أغمضوا أعينكم… وفي غمضة عين ستصبحون نسخة أخرى من الهنود الحمر… عفواً أقصد نسخة من اليابان.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط