الهند بكل مصالحها العريضة مع العالم العربي، استجابت للضغوط الصهيونية وأصدرت تعليمات بمنع بث القنوات الفضائية العربية موقتاً، في ما يبدو إلى أن تنتهي الحرب الصهيونية على لبنان، “لا بد أنها استثنت قنوات الشخلعة”!
تكفي حكومة الهند الصديقة ملايين الأيدي العاملة التي تحصل على فرص العمل في بعض الدول العربية. يكفيها تاريخ حافل ضارب في عمق التاريخ من المصالح المشتركة مع العالم العربي، لكنها استجابت للضغوط!
لماذا يا ترى استجابت الحكومة الهندية الديموقراطية، أو كما يقال أكبر ديموقراطية على الأرض، لهذه الضغوط؟ لماذا تخاطر الحكومة الهندية بعلاقاتها العريضة مع دول مؤثرة عدة، وشعوبها، لأجل دويلة معروفة منذ إنشائها بعقيدتها الهجومية التوسعية؟ فهل تنكرت لتاريخ غاندي؟
يظهر لي أن الحكومة الهندية لا تجد أن هناك مخاطرة تذكر بتلك المصالح، وهي لا بد تقرأ التاريخ، الحقيقة أن تلك الاستجابة للضغوط الصهيونية المدعومة غربياً لا تشير إلى شيء سوى إلى ضعف خطير في السياسة العربية، وفشل في الديبلوماسية العربية. فلو أن حكومة الهند وضعت اعتباراً لتلك السياسة لما أقدمت على ذلك.
كثرة البلدان العربية وتعددها لم يستطع غلبة إرهاب الدولة الصهيونية. نعم هو إرهاب مدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى سابقاً. لكن الواقع يقول إن في الإمكان أكثر بكثير مما كان، وإذا كانت بعض الدول العربية التي لديها سفراء في إسرائيل لم تفعل أضعف الأيمان، فكيف يمكن لنا أن نطلب من الهند شيئاً؟ إذا كانت قطر – مثلاً – لا ترى فائدة من إقفال المكتب الإسرائيلي في الدوحة، على رغم التدمير المنظم للبنان، فكيف يمكن لنا أن نطلب شيئاً من دول أخرى بعيدة؟
في أحد لقاءاته التلفزيونية الأخيرة، قال أمين “حزب الله” السيد حسن نصرالله، رداً على سؤال لمندوب قناة “الجزيرة” عن دور الحزب في الحكومة، ولماذا لم يأخذ رأيها في أسر الجنديين الصهيونيين، إنه بعد ساعات من اجتماعات الحكومة اللبنانية تكون محاضر الاجتماعات قد وصلت إلى عدد من السفارات الأجنبية. هذا ما قاله على الهواء مباشرة، فيا ترى هل يحصل مثل هذا لاجتماعات الدول العربية سواء أكانت لوزراء خارجية أم للقادة؟ هل تذهب محاضر الاجتماعات إلى السفارات والملحقيات الأجنبية؟ إن المتابع لكثرة المزايدات والمراوغات السياسية والإعلامية لا يستبعد هذا الأمر.
حسناً.. ما الحل؟ لم يعد مجدياً الحديث عن إصلاح الجامعة العربية. النتائج ما زالت مخيبة للآمال. كثرة الدول وطموح بعض المسؤولين فيها لا يبشر بخير. والحل في تجمع محدود للدول العربية “العاقلة” لتقود السياسة العربية بعيداً عن الإجماع الذي لم يحقق سوى الفشل الكبير.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط