الأمير عبدالعزيز شكراً جزيلاً

لله درّك، أيّها الأمير بِنَسَبِه والأمير بعمله، أمير المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، أصدر قراراً بإقفال مستشفى “صفا المدينة”… القرار لم يأتِ اعتباطاً، والقصة كما روتها “الوطن” أن لجان التحقيق في وفاة مواطنة نُقِل دم لها من فصيلة مغايرة لفصيلة دمها، هذه اللجان أدانت كوادر هذا المستشفى، وأشارت إلى أوضاعه المتدهورة. لم يكتف الأمير الفذ بتلك الإدانة، بل قام بزيارة مسائية مفاجئة للمستشفى، ليطلع عليه عن قرب، ثم أمر بإغلاقه. قال الأمير عبدالعزيز: “إن أرواح الأهالي ليست رخيصة”، والأمر لم ينته عند هذا الحد، بل أُوقِفت الكوادر المدانة حتى إشعار آخر.
الشكر وحده لا يَفِي بحقك أيّها الأمير، منذ زمن طويل جداً نرى للمرة الأولى فعلاً ناجزاً ينصف المرضى من الأخطاء الطبية، وللمرة الأولى يُذْكَر اسم المستشفى المخطئ صريحاً في الصحف، لذلك بكى أهل الفقيدة رحمها الله. بكوا حزناً عندما توفيت، وبكوا بعد القرار الذي وجدوا فيه عزاءً لمصابهم.
العجيب أن “الشؤون الصحية” في المدينة المنورة كانت أصدرت قراراً بإيقاف عمل الأطباء وفني التمريض والمختبر والتخدير الذين أدانتهم التحقيقات، لكن المستشفى ماطل في العمل به!
كم تُقَدِّر – عزيزي القارئ – عدد المستشفيات والمستوصفات والعيادات التي تماطل في تنفيذ قرارات؟ تبقى القرارات وتوصيات اللجان حبراً على ورق إذا لم تنفذ فوراً. وكم تُقَدِّر عدد العاملين في الطب ونحوه ممن صدرت بحقهم قرارات إيقاف؟ لست أدري؟ لكن القرارات قد تذهب بالفاكس ثم توضع في الملفات أو الأدراج، لعل وزارة الصحة تستفيد من هذه الحادثة، أولاً بأن تعلن أسماء المستشفيات الخاصة التي تَثبت عليها أخطاءٌ طبية، وتعلن أسماء الأطباء والطاقم الطبي الذين يَثبت عليهم ذلك. أيضاً يجب عليها أن تعيد النظر في أسلوب تطبيق القرارات.
شكراً جزيلاً أيّها الأمير العزيز، لقد بعثت في قلوبنا أملاً، وأشعرتنا بوجود غيرة على أرواحنا، كدنا نُصاب باليأس من فقدانها.
اصطدم رأس طفل بشقيقه وهما يلعبان في منزلهما في الرياض، فأصيب أحدهما بنزف في الأنف، قام الأب من فوره بأخذه إلى المستوصف، قدّم له الطبيب الإسعافات الأولية وأعطاه ورقة تحويل إلى مستشفى “اليمامة” الحكومي، ليفحص بالأشعة، خوفاً من وجود كسور، ذهب الرجل مسرعاً ودخل قسم الإسعاف في المستشفى، فوجدا طبيباً يجلس على كرسي، بأصابعه “فغص” (بسكون الغين) الطبيب أنف الطفل، وطمأن الأب بأنه لا توجد كسور، ثم وصف له “فيفادول”، لكن الأب لم يطمئن، فذهب إلى مستوصف خاص تتوافر فيه أشعة، وطلب الفحص فكانت النتيجة وجود كسر في الأنف وعمل له اللازم! السؤال ما فائدة وجود مثل ذلك الطبيب، “الفيفادول” متوافر في الصيدليات من دون وصفة!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.