فرق الموت

مع بوش الابن وحكومته بقيادة تشيني ورامسفيلد، ومساندة بلير، أصبح العالم أكثر رعباً، ووصلت الكراهية للأميركي ولسياسة الحكومة الأميركية الخارجية إلى أعلى حد لها، خصوصاً في الشرق الأوسط. ويتساءل كاتب أسترالي، لماذا لا تظهر أشرطة ابن لادن والظواهري إلا عند حاجة قادة الحرب على الإرهاب إليها؟ نعم، لماذا لا تظهر هذه الأشرطة والدعوات التحريضية إلا عند أفول نجم سياسة محور الخير والشر في أوساط ناخبي مروجيها؟ لا أستبعد أن يُتهم هذا الكاتب بنظرية المؤامرة، على الأقل انضمت لهذه النظرية مجموعات من “دول التحالف”! حتى داخل أميركا، فلم نعد وحدنا! لم يعد الشك والاهتمام بوجود مؤامرة محصوراً بالضحايا، ذكرى سبتمبر تتحول تدريجاً إلى مثيل لمعاداة السامية على الطريقة الصهيونية، لذلك يستأسد مروجو مخدرات الحلم الأميركي في السخرية من وجود مؤامرة.. خطورتها في طرحها أسئلة لا يراد طرحها.
خمس سنوات من قلاقل أكثر في العالم، للشرق الأوسط نصيب الأسد منها، خمس سنوات من أكوام الجثث في العراق، والقتل اليومي بلغ رقماً قياسياً، وإذا فتشت عن فرق الموت التي استمرأت القتل في بلاد الرافدين، فلن تستغرب وجود أصابع أميركية؟ نعم، أميركية. إذا لم تصدق فاقرأ سلسلة التقارير التي كتبها الدكتور جمال حسين، من البصرة، في صحيفة “القبس” الكويتية بتاريخ 5 آب (أغسطس) 2006.
ولأنها مطولة أنقل مقتطفات من حلقتها الأولى: “زار وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد رئيس الوزراء (السابق) المعين تواً إبراهيم الجعفري، في وقت كان فيه الأميركيون يدربون المتطوعين العراقيين الخالين من أية خبرات، المتقدمين للعمل في مجال الأمن، على الطرق العادلة للتعذيب والاغتيال، وخاطبه بالنص: أبعد يدك عنهم! وأصرّ محذراً: لا تلمسهم على الإطلاق… وكان رامسفيلد يعرض للجعفري في حقيقة الأمر خطة وزارة الدفاع الأميركية، التي أطلق عليها بالشفرة السرية اسم “الظلام المرئي”، المنحصرة فكرتها في “تحويل الأرض إلى نار تحت أقدام الإرهاب”.
ويضيف الدكتور جمال حسين: “حاول السفير الأميركي السابق في بغداد جون نيغروبونتي توظيف تجربته السابقة في تشكيل “فرق الإعدام اليمينية” في السلفادور، وتمويل وقيادة “فرق الموت” المبنية على أساس فكرة نيغروبونتي، التي أعلنها مراراً حين كان يتحدث عن تجاربه السابقة “أسسناهم ونمولهم، والهدف أن نجند الناس المحليين في أية منطقة نريد” وهو القائل أيضاً: “نحن سنركب مع الأولاد السيئين” لتتطور عندئذ مهمة “فرق الموت”، ويتم توجيهها لكسر قدرة هذه المجموعات المسلحة باتباع اسلوبها نفسه، عدم الرحمة والدمار الطائش، والعقاب الجماعي، وكانت معارك الفلوجة “البروفة” الاولى التي تخوضها علناً”. انتهى. ويخلص الدكتور جمال حسين إلى نتيجة كارثية، فرق الموت في اميركا اللاتينية كانت تتلقى أوامرها من واشنطن، أما في العراق فقد أعطيت كامل الحرية. في عهد بوش أصبح العالم أكثر قتلاً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.