الجمهور العريض لبرامج الطبخ الفضائية هن النساء. والمذيعة “الوسيطة” من النساء أيضاً، فلماذا يكون الطباخ رجلاً! هل الغرض دفع الرجال للدخول إلى المطابخ، ولو من بوابة غسل الصحون او إعداد “الكشنة”؟ لو حصلت على إحصائية عن عدد الوجبات التي تتناولها العائلات أسبوعياً من طبخ المطاعم الرجالية لربما دهشت، ولربما فكرت في جدوى إنشاء مطابخ في المنازل، بل في حقيقة نسبة الطبخ للنساء. ولا يوجد دور واضح للمذيعة في برامج الطبخ الفضائي، فهي أشبه بالوسيطة “الباطنية”! لا تساعد في شيء سوى إشغال وقت الطباخ بكثرة الكلام، والدردشة مع المتصلات، إلى درجة يستغرب فيها المرء أن هذا الطباخ لم يقطع أصبعه حتى الآن. ربما قطعه وأخفاه عن الكاميرا.
ويعلم طباخ الفضائيات أن النساء مغرمات بالشكل، فيكون الأصل في الطبخة التزيين والتلوين، مخاطبة العين، خصوصاً أن الأنف بعيد، وعين المرأة تعشق الألوان، ولأنهن مهووسات بالغرائب، يتم إطلاق اسم عجيب على الطبق، حتى لو كان طبقاً من أيام جدتي، رحمها الله. ويمكن للطباخ “تجنيس” الأطباق فيصبح لدينا “صينية الباذنجان التايواني”، و”مكرونة الهنود الحمر”. وأفضل ما في هذه البرامج كشفها عن أحوال مطابخ الفنادق الخمسة نجوم، فبعد أن أعلنت مقدمة برنامج الطبخ الفضائي أن نجم الحلقة هو “الشيف فلان” الرئيس العام لمطبخ فندق الخمسة نجوم، وهو فندق شهير تحتفظ “احياناً” باسمه، قام الرجل الهمام ومن دون قفازات بتقطيع اللحمة النيئة إلى قطع صغيرة، ثم استخدم السكينة نفسها من دون غسيل ولا حرج لتقطيع السلطة الخضراء، أمام كاميرا البث المباشر و”لبثت” أفكر، ثم انتبهت إلى أسباب كراهيتي لأكل الفنادق من دون سبب لم يكن بهذا الوضوح.
أما طالب المرحلة المتوسطة في المدرسة الخاصة فأخبرني عن اكتشاف الطلاب الصحي، فهم عندما يبتاعون سندويشات الهامبورغر.. صباحاً من المقصف المدرسي يقومون بنزع أوراق الخس عنها، بعد معاناة طويلة مع المغص اكتشف تلاميذ المرحلة المتوسطة الصغار أن السبب يكمن في أوراق الخس! ولم يكتشف الطباخ ذلك. ربما كان مشغولاً ببرامج طبخ الفضائيات ويخجل من الاتصال.
وأصبت بالدهشة من بيع بعض مقاصف المدارس للهامبورغر صباحاً! ويظهر أن لدينا مدارس تسمين خاص وعام. لسنا من أكلة اللحوم صباحاً، فكيف بهامبورغر عليه لطخة كبيرة من المايونيز! أنعم بها من تربية خاصة وتسمين!، في المقابل نجح أحد المستشفيات في إجراء عمليات ربط المعدة لمراهقين مصابين بالبدانة! كان بودِّي أن تنجح أيضاً في عمليات لربط لسان الطباخين وأيادي المسؤولين عن تلك المدارس!
كل عام وأنتم بخير.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط