أقترح على إدارة المرور الإسراع في استيراد دراجات هوائية من فئة العجلة الواحدة، أقصد بها تلك التي يركب سائقها فوق وتحته عجلة كبيرة وحيدة، ونشاهدها غالباً في عروض السيرك. تحتاج قيادة هذا النوع من الدراجات إلى قدرة كبيرة على التوازن، سائق هذه الدراجة “مبتلش” في نفسه، عينه على كل الاتجاهات، ويخاف من السقوط في كل لحظة، ليس الهدف من استيراد هذه “السياكل” العمودية استخدامها من جانب رجال المرور، بل الهدف أن تكون وسيلة لعقاب المخالفين؟…. لماذا؟
لأن بعضهم لا يرى من سيارته سوى “خشمها”، “خشم الموتر” او مقدمة السيارة هي الجزء المهم والوحيد الذي يعنيه، سواء أكان يبحث عن موقف لسيارته، أم منفذ للتجاوز. وقد تكون السيارة التي يقودها من النوع “الطاووسي” اعني به طويل “التيلة”، سواء أكان “شاص أو أتوبيس أو غيره”، مع ذلك لا يعنيه سوى “خشمها”، لذلك هو يحرص على “دسه” في أي جحر، وللمارة من بشر وسيارات ذيلها الطويل، تماماً مثل ما يقال عن النعامة. الفرق الوحيد ان حالة “الدس” تتم فوق سطح الأرض لا تحتها، ومن محبة هؤلاء: “خشوم مواترهم”، تراهم يضعون ذلك “الخشم الأعوج” ملاصقاً للجدران التي يقفون أمامها، فهم غير عابئين بالمشاة، مثلما هم غير عابئين بالسيارات. حالات مثل هذه تراها في الشوارع العمومية الواسعة وتلك الضيقة في الأحياء، وبكثرة.
تخيل – عزيزي القارئ – أن يعاقب هؤلاء بحجز سياراتهم في “قلايع وادرين”، ثم يجبرون على ركوب الدراجة الهوائية العمودية لمدة معلومة، عقاباً لهم على أذيتهم للآخرين وتسببهم في الحوادث. ومن فوائد ذلك أنهم
سيكونون فوق، هناك في الأعلى لا يراهم أحد، فلا يتنكد عليه يومه، كما أن “خشومهم” ستكون بأمان هناك في الأعلى، وإذا كان استيراد الدرجات العمودية فئة العجلة الواحدة صعباً على الإخوة في المرور، فأتمنى عليهم أن يقدموا “معروضاً” للأصدقاء اليابانيين وغيرهم، يطلب فيه تصميم سيارة بمرتبة واحدة، فلا يوجد شيء في الخلف “لا مرتبة أخرى ولا صحن أو بادية”، لعلهم عندما تقترب من خلفهم “خشوم المواتر” يتعظون. إذا لم يتحقق ذلك لا سبيل لدى المرور سوى قص الجزء غير المهم من مركبات أصحاب “خشم الموتر” المخالفين، وبيعها “سكراب” وصرف العائد على نظافة الطرق من الآفات.
يقص الجزء الخلفي من سياراتهم باللحام، لأنه من إماطة الأذى عن الطريق، فهو صدقة. والحقيقة أن أولئك البشر “يخب عليهم الدباب”.
وهنا أسجل أمنية لعلها تصل للإخوة خطباء الجمع، بالله عليكم أعطوا الطريق حقه في خطبكم، وأعطوا حقوق الآخرين حقها في خطبكم، فإلى متى تترك سلوكيات أنانية بغيضة، نعاني منها كل لحظة بعيداً عن خطبة الجمعة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط