قلتُ لزميلي الكاتب إن بعض رسائل القراء تعود إلى ما كانت عليه في السابق القديم، مطالبات بالكتابة عن الحفريات والمطبات، والازدحام المروري، وهو ما يذكرك بالأوضاع أيام “شارع الكباري” في الرياض “زمان”، قبل أن يتحول إلى طريق الملك فهد… فهل هذا يعني أننا نتقدم إلى الوراء؟ ردّ بقوله إن بعض جلسائه يتساءلون: لماذا لا يكون لدينا مثل الكاتب الفلاني والكاتب العلاني في إشارة إلى أسماء أجنبية تكتب في شؤون أخرى، أبعد ما تكون عن الخدمات والتعاملات التي أصبحت همّاً يومياً للواحد منا، لأنها في مجتمعاتهم قد حُسِمَ أمرها منذ زمن بعيد.
ووجود الحفريات قد يكون دليلاً على التنمية والتطوير وجهود لإيصال الخدمات أو تحسينها لمواقع جديدة، إلا أن أسلوب القيام بها من مختلف النواحي، مثل… أنها لاحقة أصلاً، والبطء، نواحي السلامة، السفلتة ومستواها، عدم إكمال العمل، تعاقب الشركات على الحفر في وقت وجيز، سوء اختيار التوقيت… إلخ، ما زال كما عهدناه في السابق، لم نصل إلى مرحلة معقولة واضحة المعالم من التنسيق والمساءلة. والحفريات من طلائع القضايا التي يبدأ بها بعض من يكتب مشواره مع الحرف، لأنها فيما يبدو أول أمر يتوقف أمامه كلما خرج من المنزل! إلا أن بعض الكُتّاب لاحقاً يترفعون عن الإشارة إليها مجرد إشارة؟ بعض هؤلاء يريدون الانشغال في أمور أخرى. ما علينا. كل قلم حر في ما يكتب، فالذي يبقى هو ما ينفع الناس.
لكن هل هو أمر إيجابي للكاتب أن يعيد الكتابة مرات عن القضايا نفسها، ولا يجد سوى أنها تزداد فينضم إليها مستجدات مع بقاء القديم على حاله.
خذ سوق الأسهم نموذجاً تكاد تتحول إلى حفريات مزمنة، واللائحة تطول، حتى إنني اقترحت على زميلي الكاتب وهو في إجازة، أنه لا حاجة إلى الإجازة، فلولا بعض من الحياء والأمانة، لأرسل الكاتب مقالات قديمة لإعادة نشرها مع تعديل التاريخ، وعلق الزميل بأنه لا حاجة أيضاً إلى تعديل التاريخ في إشارة إحباط واضحة! وقلت للزميل العزيز إنني كلما رأيتُ تحسناً في شأن ما أرى في طيات التحسن ممانعة وبطئاً أو التفافاً، بالطبع هذا لا ينطبق على كل القضايا حتى نكون منصفين، لكنه يغلب في القضايا ذات الأهمية، لذلك لا يطلب الكاتب من القراء، إلا العذر إذا ظهر أن هناك مقالاً أُعيد نشره بالخطأ، أو حتى بالعمد! ولك أن تتصور قيام كاتب بِنَشْر المقال نفسه كل يوم إلى أن يتم حل المشكلة التي يعالجها أو على أقل تقدير توضح عوائق حلها! تخيل ذلك وأعطني صحيفة تقبل به، وهل ستحرص عليها؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط