استغفال البنوك والعقار

إذا أردت أن تعرف أحوال البنوك السعودية فانظر إليها من الداخل، ولا أفضل من أن تنصت لما يقوله موظفوها، شيد بعضهم موقعاً على الانترنت لبث همومه وطرح اقتراحاته، وعندما أرسل إلي أحد الإخوة رابطاً للاطلاع على الموقع، اقترحت عليهم أن تخصص مساحة رحبة لقضايا العملاء، لأن أصواتهم ضائعة، وحقوقهم مع البنوك مثل حقوق الأيتام على مائدة الجشع، وكان التأييد، ودخلت إلى الموقع لأجد أنه يخضع للتطوير حالياً، وأتمنى أن يكون تطويراً بالفعل وليس إيقافاً أو حجباً، لأني أتوقع بما للبنوك من قوة وسطوة، أن هذا الموقع لن يعمر طويلاً، وأنصح القائمين على الموقع بالتثبت وعدم الخوض في الأمور الشخصية البحتة، وعنوانه للمهتمين هو:
http://www.banksgate.com/
ومن موضات البنوك المستحدثة الاستثمار العقاري، تصل الآن إلى البعض رسائل، وهناك إعلانات عن صناديق للاستثمار في العقار تديرها البنوك، ويعلم الجميع أن البنوك فشلت بامتياز في إدارة صناديق الاستثمار في الأسهم، وهي من أساس أعمالها، وكانت الوحيدة المرخص لها. كان فشلاً على حساب العملاء، لم تتراجع أرباح البنوك هللة واحدة، وأطرح سؤالاً لن يرد عليه أحد: ما خبرة البنوك في الاستثمار العقاري حتى يسمح لها بفتح صناديق لجمع الأموال؟ وهل نحن الآن نسمح لكرة ثلج جديدة بالتدحرج، الأخ عبدالله الجاسر يتساءل قائلاً: هل يعني طرح هذه الصناديق إعلان وفاة صناديق الأسهم؟ وهل من سيقوم بإدارتها بمستوى واحترافية من أدار ويدير صناديق الأسهم التي حققت خسائر فادحة من دون تحقيق أو مساءلة؟ وقبل مدة طرحت إمكان رفع قضايا على البنوك بسبب نتائج صناديق الأسهم المخزية، وأخبرني بعض الإخوة المختصين، أن الاتفاق الذي يوقعه العملاء وهم يرتشفون قهوة ساخنة أمام موظف مبتسم حتى حلمات أذنيه، هي اقرب لاتفاقات الإذعان أو الاستسلام، ثم إن البنوك محصنة بلجنة خاصة تتبع لمؤسسة النقد السعودي لا تُشتكى البنوك إلا لها، ونعلم أن “ساما” هي أم البنوك، وتتعامل مع العملاء مثل تعامل زوجة الأب في بعض المسلسلات الخليجية، وأضم صوتي لصوت الأخ عبدالله في التحذير والتنبيه، فلا يُوقع اتفاق إلا بعد أخذه للمنزل وعرضه على محام مختص، ربما تقول: وهل هناك خيار آخر؟ أقول خيار “البلاطة” أفضل لك، واتعظ مما حصل في سوق الأسهم، فلن يحمي حقوقك أحد، أما البنك فيحصن نفسه بسياج منيع شائك، وغداً أطرح استغفالاً جديداً بعون الله تعالى.