تفاءل الناس بإقامة الحد الشرعي في قضيتين جنائيتين، الأولى تنفيذ حكم القتل والصلب في عصابة سطو مسلح، والقضية الثانية إقامة حد السرقة بقطع اليد على أحد اللصوص، جاء تنفيذ الحدود بعد فترة زمنية ليست بالقصيرة لم يصدر فيها بيان بتنفيذ حكم شرعي بحده الأقصى، خصوصاً في قضايا السطو والسرقة، هذه الفترة شهدت تكاثر أخبار قضايا السرقات وجرائم مختلفة، حتى أصبح الهاجس الأمني هو حديث الناس، ولترسيخ الأمن وإعادة الهيبة الأمنية لا بد من الإسراع في تنفيذ الأحكام الصادرة، خصوصاً الرادعة منها، ومعلوم أن السجون تشكو من فائض في النزلاء، ويرى الكثير أنه لا يجب الاهتمام كثيراً بدعاوى بعض الجهات الأجنبية التي ترفض في أدبياتها أحكام الإعدام جملة وتفصيلاً، فلكل مجتمع الحق في سن نظمه، وأفراد هذا المجتمع هم المعنيون، وتنشر الصحف كل يوم تقريباً عن القبض على عصابات من مواطنين أو غيرهم، وما زالت أخبار القبض أكثر بكثير من أخبار تنفيذ الأحكام، ومن الأسئلة المشروعة معرفة مدى وصول الأخبار إلى جاليات لا تجيد لغة البيانات الرسمية ولا تتابع وسائل الإعلام! واللافت للنظر أن بعض الجاليات التي عاشت في هذه البلاد نتيجة لأحوال بلادها الأصلية المضطربة، أصبح يظهر على السطح عصابات من جنسياتها، معظمهم من الشباب، وطالبت مراراً أن يتم على وجه السرعة التعامل مع ملفات تلك الجاليات التي يتكاثر أفرادها في منطقة مكة المكرمة على وجه الخصوص، ما زال هناك فسحة للبحث عن حلول لأوضاعهم، و “الحياة” نشرت سلسلة تحقيقات صحافية أجراها الزميل النشط إبراهيم بادي عن بعض المناطق التي صارت حكراً عليهم، لقد أدى وضع هذه الملفات الحساسة على الرف إلى نشوء أجيال منهم، في محيط من الفقر وتردي الخدمات الاجتماعية وتراجع فرص العمل النظامي، وذكرت غير مرة أن للحكومة السعودية من التأثير في حكومات الدول التي تنتمي لها الجاليات ما يمكنها من التفاوض حول أحوالهم ومستقبلهم. إن التهاون في بحث هذه الملفات والبحث عن حلول تضمن للبلاد الأمن ولتلك الجاليات فرص العيش الكريم، يوفر أرضاً خصبة تنمو في تربتها كثير من الآفات. ووزارة الداخلية معنية بهذه الملفات وينتظر منها العمل الجاد والمثمر.
في جانب آخر، لا بد من الإشادة بالحكم الذي أصدره قاضي في السعودية، إذ حكم على فتى مراهق شرب الخمر بتنظيف 26 مسجداً، أعتقد أن هذا تقدم كبير لتوسيع دائرة اهتمام القضاء والقضاة في بدائل السجون، والحكم بتنفيذ خدمة اجتماعية مثل تنظيف المساجد أدخل السرور على الكثير من أفراد المجتمع، أمر آخر لا بد من معالجته لأن له تداعيات أمنية واجتماعية، هو تزايد ظاهرة المتاجرة بالرقاب، ودخول قنوات فضائية على الخط للاستفادة المادية، وهي ظاهرة لا تبشر بخير.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط