“الدراسة في الخارج” هو عنوان كتاب للدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن طالب، وهو يعتبر مرجعاً مهماً وشاملاً للطلبة المبتعثين للدراسة خارج الوطن، خصوصاً في الولايات المتحدة. والكتاب يبدأ بلمحة تاريخية عن فكرة الابتعاث، ثم يقدم معلومات مركَّزة حول متطلبات القبول في الجامعات، ومعلومات عنها وتصنيفها، ولا يترك أهمية التكيف مع المجتمعات هناك وتقاليدها، إضافة إلى رصد للفتاوى الشرعية التي يحتاج المسلم إلى معرفتها في البلاد الأجنبية، ومعلومات مكثفة. ورد في 300 صفحة لا يمكن اختزالها في مقال، وهو جهد كبير يشكر عليه الدكتور عبدالعزيز، وأتمنى أن يستفيد منه الشبان والشابات المبتعثون، وأعتقد أنه دليل يجب أن يكون في متناول أيديهم في الغربة.
والجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة السعودية ممثلة في وزارة التعليم العالي للابتعاث، يجب أن تواكبها جهود مماثلة للتواصل مع المبتعثين، ومعرفة حاجاتهم والمشكلات التي قد تطرأ على مسيرتهم التعليمية والحياتية في الخارج. وهناك من وسائل الاتصال الحديثة التفاعلية ما يجعل هذا الأمر في غاية اليسر. السهولة مضمونة إذا توافرات الإرادة والإدارة الفاعلة. أما إذا تم التعامل مع المبتعثين تعامل الموظفين مع المراجعين، فإن هذه الجهود لن تحقق الهدف المنشود، وسيكثر التسرب، وربما ينغمس بعض الطلبة في أمور أخرى أبعد ما تكون عن سبب سفرهم… أقلها الضياع. و “التعليم العالي” معنية بحل مشكلاتهم، وتصلني رسائل عن قضايا المبتعثات اللاتي لا تسمح وظائف محارمهن بالسفر معهن، أعتقد أن لدى الوزارة القدرة على حل هذه المشكلة مع مختلف الجهات الحكومية، خصوصاً أن حجم الابتعاث يشير إلى سياسة بعيدة المدى، ومن الواضح أنه خيار استراتيجي معنية به الحكومة والمجتمع مجتمعان، فلا يعقل ترك بعض المقبولين من دون إيجاد الحلول للمصاعب التي يعانون منها.
وقبل أيام نشرت “الحياة” خبراً عن مؤتمر للطلبة الأفارقة الذين درسوا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والفعالية بحد ذاتها طيبة، شريطة أن يتم التواصل بين الجامعات وخريجيها بما يحقق الفائدة للطرفين وللمجتمع الذي وفَّر لهم فرصة الدراسة واحتضنهم، وكنت طرحت قبل مدة أهمية تواصل الجامعات السعودية مع خريجيها، خصوصاً من غير السعوديين، فهم كثر، وعاد كثير منهم إلى بلاده أو يعمل في بلاد أخرى، ويتمنى بعضهم أن يجد فرصة للتواصل مع زملائه أو أساتذته، وربما المجتمع الذي قضى فيه شطراً من عمره. ولم يجد الطرح أثراً لدى جامعاتنا “العريقة”! إن أبسط الاقتراحات إنشاء مواقع تفاعلية متقنة بين الخريجين والجامعات السعودية. فالغالبية من أولئك الخريجين يحملون في قلوبهم محبة ومودة لهذه البلاد، ومن القصور عدم الاستفادة منهم عندما أصبحوا في مرحلة الإنتاج والعطاء.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط