العرب ينتظرون

ينتظر المواطن العربي من قمة الرياض تبلور إرادة عربية حقيقية لها فاعلية المواجهة والقدرة على المبادرة، إرادة تضع زمن بيانات المناشدات والمطالبات للدول الكبرى ومجلس الأمن، وكذا المجتمع الدولي وراء ظهرها، عقود من الزمن لم تسفر النوايا الحسنة بالدول الكبرى ومجلسها والبيانات التي تعقب القمم عن تجاوب حقيقي من القوى الفاعلة على الساحة الدولية، لم يحصل العرب سوى على وعود تتلاشى مع كل حملة انتخابية جديدة.
ينتظر المواطن العربي من قمة الرياض أن تبادر فتعلن عن رفض الحصار على حكومة الوحدة الفلسطينية، وان تبدأ دول الجامعة العربية بنفسها فك هذا الحصار المخجل، وينتظر المواطن العربي مواقف حقيقية غير مهادنة، خصوصاً من الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة، التي تملك الأدوات أكثر من غيرها من العرب.
لقد استطاعت الحكومة الصهيونية أن “تُدجن” اللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي ومن قبلهما الولايات المتحدة وبريطانيا، فكان الحصار على حكومة منتخبة ديموقراطياً، اتفقنا مع توجهاتها أو اختلفنا، فكانت فضيحة ديموقراطية غربية بامتياز، خضعت هذه الحكومة ومن ورائها الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة للابتزاز، اعترفوا او يستمر الحصار، ولا يقدم شيء يذكر في مقابل الاعتراف، لقد ثبت أن الحكومة الصهيونية لا تبحث عن الاعتراف بحق الوجود، أو العيش بسلام، بل عن الحق في التسلط والهيمنة، وهي تمكنت من ذلك بدعم الغرب وضعف العرب من الإمساك بزمام السياسة في المنطقة وإدارتها لمصلحتها، وفي مقابلة صحافية دافع وزير الخارجية المصري عن دور مصر، وأشار إلى أنه لم يتراجع، والحقيقة المُرة أن هذا الدور المهم والحيوي لم يتراجع بل اختفى، وتحولت سياسة اكبر دولة عربية إلى وساطات تتحرك أحياناً بطلب إسرائيلي، وأشير إلى مصر العربية لقيمتها وللثقل الذي يحتله حضورها، فعندما جرى تحييد مصر على مراحل تعمَّق الضعف والهوان في الإرادة العربية.
وينتظر المواطن العربي من قمة الرياض أن تتخذ موقفاً واضحاً من قضية العراق، إن المطالبات الغربية بدعم الحكومة العراقية الحالية يجب أن يكون لها ثمن واضح، لم ير المتابع مبادرات حقيقية من هذه الحكومة لمواجهة الطائفية وتهميش فئات مهمة في المجتمع العراقي، العراق يجب ألا يترك في يد من يستأسد بالهجوم على الدول العربية… جميعها، ويتهمها مع مجتمعاتها، في حين يستميت في الدفاع عن تدخلات إيرانية معلوم الدور الذي تقوم به في هذا البلد بأصابع عراقية.
لقد تم تخدير العرب بوعود غربية كثيرة تدعي الحرص على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، ودولة المن والسلوى في العراق، حتى لم يبق مجال لوعود جديدة. السياسة الأميركية – البريطانية كانت على الدوام رأس حربة التسلط الصهيوني، وعن طريقها تحقق لإسرائيل أكثر مما تحقق بحروبها التوسعية، لهذا ينتظر المواطن العربي إرادة عربية حرة طال انتظارها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.