المخالفات القمرية

وصلنا إلى هذه النتيجة… تذمر الناس من جهاز المرور للتشدد في تحرير المخالفات فعرضها للبيع، والعرض يشمل بالطبع من يرتكب المخالفات، والموضة الآن هي الربط بالأقمار الاصطناعية، لم يكف انك مربوط بها من خلال القنوات الفضائية في منزلك، لتُربط بها داخل سيارتك، حتى يخيل للمرء أن “الخيوط” المرتبطة بالأقمار الاصطناعية ستتشابك، خذ مثلاً ربط البريد بالأقمار الاصطناعية، لسرعة الاستدلال على العناوين، الذي لم يسمح حتى الآن بحمل الرسائل من صندوق البريد طيب الذكر إلى صندوق “واصل” أمام الباب على رغم الوعود والمجانية الموقتة، وبحكم أن علاقتنا بالأقمار الاصطناعية علاقة رومانسية يمكن لك توقع أن تصلك مخالفة بدلاً من رسالة تسديد بطاقة الائتمان، والسبب تشابك الروابط.
المدير العام للمرور صرح أخيراً بفكرة مشروع يربط مراقبة الحركة المرورية ومخالفات السائقين بالأقمار الاصطناعية، وأشار إلى عزم لطرحه على شركات متخصصة تديره وتديرنا معه، ولم نعلم هل سيطرح في مزايدة أم مناقصة؟ مع أن المزايدة اقرب لتوافر الجدوى الاقتصادية… المشجعة!
لو حدث مثل ذلك فإن فيه تعارض مصالح صارخاً، إذا كان جهاز المرور الحكومي سجل مخالفات مرورية على خادمات ونساء لم يقدن سيارات في عمرهن، ولم يمتلكنها أيضاً فماذا ستفعل شركة دفعت لأجل الجباية وبالأقمار الاصطناعية؟ والمشكلة أن القمر يطل عليك من فوق ولا تراه والسائق بين اتجاهين، اما أن يطالع في السماء حذراً من قمر “مفتح” أو ينظر إلى طريقه أفقياً حتى لا يسبب حادثة، وقد يحتاج الأمر إلى لوحة أرقام ثالثة توضع على سطح المركبة “لأجل خاطر عيون القمر”، ويقال لك الآن انتظر لأن النظام معطل فماذا سيقال عندها… “القمر نايم” مثلاً، ربما يقال: القمر مستدير أو استدار… فانتظر؟ ومن مشاكل الأقمار انه لا يمكن التفاهم معها ولا المفاوضات و “حب الخشوم”، وهو أمر تعودناه، ولا يمكن التفريط فيه، مع أنها والحق يقال، قد تكون أفضل عند حساب النسب بين أطراف الحوادث، فلا تجعلها فوق 100 في المئة كما تقول النكتة الشائعة! حسناً لو طبق ذلك ماذا سيفعل رجال المرور يا ترى؟ هل ستنحصر المهمة بإقفال المخارج والمداخل؟ أقترح على الإخوة في المرور أن يصرفوا النظر عن هذه الفكرة الاصطناعية، مع الاستمرار في مطالبة وزارة المال بزيادة إمكاناتهم من الرجال والآليات، والتركيز على تطوير العنصر البشري… مشكلتنا على الأرض ولا علاقة للأقمار بها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.