أتمنى أن يكون مجلس الشورى السعودي بأحسن حال، والسؤال عن صحة التوجه ومدى عافيته وهل سيصل إلى الأهداف المنتظرة؟
لدى المواطن أمل في هذا المجلس رئاسة وأعضاء كراماً لإصلاح ما اعوج والتوى في عديد من القضايا الوطنية، وينتظر أيضاً منه مزيداً من الحث على الشفافية ومسح الغبار “لا أقول الضباب” عن كثير من النوافذ الزجاجية المطلة على المواطن، وتلك التي يحاول المسكين أن “يطل” من خلالها، ولا يمكن الحصول على كل هذا إلا بحسن الرقابة ودقة المتابعة.
في كرة القدم، على سبيل المثال، لن توافق إدارة فريق على تكليف مدرب بتدريب لاعبيها، وتجهيزهم بدنياً وذهنياً وهذا المدرب يقوم في الوقت نفسه بتدريب الفريق المنافس! لأن في هذا تعارض مصالح صارخاً، قد لا يكون ذلك سوءاً في المدرب أو إشارة إلى عدم أمانته، لكن هكذا ينبغي أن تجري الأمور احترازاً وحيطة وحنكة، والحنكة مطلوبة.
أعود إلى لب الموضوع، واصله خبر نشرته الصحف يقول إن المجلس الموقر نظم ورشة عمل “لتطوير أعمال المجلس ودوره الرقابي”، وحضرها، مع حفظ الألقاب، رئيس المجلس ونائبه ومساعده وأعضاء المجلس ومديرو الإدارات. إلى هنا والخطوة جميلة وطموحة، لكن من الذي يقوم بإدارة هذه الورشة لتطوير أداء المجلس ودوره الرقابي؟ انه أيها السادة الكرام الاستشاري “مكينزي اند كومباني”، وبالعودة إلى نموذج فرق كرة القدم المنشور أعلاه، نتذكر أن هذا الاستشاري “العالمي” هو من يقدم الاستشارة منذ فترة طويلة لعدد كبير من الجهات في القطاعين العام والخاص، خصوصاً الجهات الاقتصادية والمالية! وفيها عدد من الجهات والبنوك “العزيزة” على قلب كل مواطن، ودوره الاستشاري في سوق المال معروف، ونعلم إلى أين وصلت سوق المال، وإسهاماته في مؤسسة النقد التي لم أجد أحداً راضياً عن أدائها، لا في مراقبة البنوك ولا في مكافحة التضخم اشهر من نار على علم. ومن المعلوم أيضاً أحوال المواطنين الاقتصادية والمالية التي لا تسر خلال الأعوام القليلة الماضية… فهذه هي النتائج.
والموقع أدناه لا يشكك في قدرات هذا المكتب “العالمي”، ولا يمكن له أن يقول: أليس في هذا البلد إلا هذا الولد؟ بل أقول أليس في هذا العالم إلا هذا الولد؟
ولأن الرئيس قال في تصريح صحافي: “ان المجلس يتطلع لكل رأي أو فكرة تهدف لتطوير أعماله، ما ينعكس على حجم المنجز وجودته ليحقق ذلك تطلعات القيادة الكريمة”.
من هذا المنطلق ألا يرى مجلسنا الموقر في هذا الاختيار تعارضاً في المصالح، لا يسمح بالتفعيل الحقيقي لدوره الرقابي المنتظر؟ بمثل هذا الاختيار من الذي سيحقق تطلعاته أو أهدافه “بحسب كرة القدم”؟ كأنني أرى هدفاً في “الثمانيات”!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط