نماذج مفرحة

من الأمراض المستعصية التي يعاني منها صغار المستثمرين في السعودية قضايا المساهمات العقارية المجمدة وشبه المجمدة والمعلقة والمنسية الخ… ما يحلو لك من أوصاف.
لكن محافظة الأحساء (شرق المملكة) قدمت لنا نموذجاً ناجحاً في حل مشكلة مساهمة عقارية مستعصية مضى عليها ربع قرن كامل، وهي بادرة مبهجة تقدم أملاً لضحايا المساهمات العقارية في كل منطقة وما أكثرهم. والسؤال الذي يطرح نفسه يقول” كيف استطاعت الأحساء إنهاء مساهمة مضى عليها 25 عاماً معلقة؟ يقول الخبر الذي نشرته الرياض، ان محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي قاد الجهود بمشاركة من الغرفة التجارية والمحكمة الشرعية، في طيات الخبر أن الأمير أعاد تشكيل إدارة اللجنة المكلفة بحل القضية وتم ضخ دماء شابة جديدة فيها، ربما استطاع هؤلاء الشباب ابتكار أفكار وحلول، مع  تضافر الجهود والمتابعة المستمرة أوصلت للنتيجة المرجوة، وتم الإفراج عن حقوق الناس… ولو بعد ربع قرن… ويلاحظ دور مشكور للمحكمة الشرعية وللقضاة وأيضاً للغرفة التجارية في الإحساء، وهو مدعاة للتساؤل عن دور الغرف التجارية ولجانها العقارية في الرياض وجدة وغيرهما من المدن والمحافظات، فهل قرأت يوماً عزيزي القارئ عن جهود مثل تلك من غرف أخرى ولجان فيها هذا هو عملها كما تشير مسمياتها؟ إذا كنت قرأت شيئاً من هذا القبيل أو سمعت فضلاً أخبرني!

ومن الأحساء إلى القطيف، خبر آخر نشرته صحيفة “الحياة” عن جهود ممتازة لجمعية خيرية هناك قامت بتدريب 24 سعودية “ممن تعولهن” للعمل في المنازل، تقول واحدة منهن اسمها أم صالح: “لو علم المحيطون بي إلى أين اتجه كل صباح، فسيقابلون ذلك بالنقد الجارح وربما السخرية من دون أن يحاولوا إيجاد حل أو تقديم عمل لا يتسبب بإحراجي أنا وأبنائي”.
يا أختي أم صالح، أفواه بعض الناس لا يمكن سدها ولا بالتراب، ولو كنت أيضاً من أصحاب البلايين لقطعوا جلدك، والتي  تنتقدك، منهن، اطلبي منها  “سلفة” واضحكي على تعابير وجهها وعرض أكتافها عندما تولي الأدبار.
الحاجة ماسة لأن تفتح وزارة الشؤون الاجتماعية هذا الباب، هناك نساء يبحثن عن عمل شريف، وهناك أسر سعودية كثيرة جداً تعتبر العاملة في المنزل فرداً من الأسرة، وهم يتلهفون على أن تعمل مواطنات في منازلهم، والمثل الشعبي يقول: “حلاة الثوب رقعته منه وفيه”، ولنبدأ من الآن في مشروع “مدبرات المنزل المواطنات”، ويقترح على الوزارة أن تشكل لجنة تعنى بهذا المشروع يطلق عليها “اللجنة الوطنية للتدبير المنزلي”… أليس هذا أولى بالوطنية من الاستقدام؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.