تبحث عن السبب لإبطال العجب. والظواهر السلبية قد تبدأ بسبب ثم تتوالد منه أسباب والجينات الوراثية واحدة! ولأن القارئ لم يتعود الغموض في هذه الزاوية، انقل لكم “لب” خبر نشرته “الحياة”، الثلثاء، وانصح بوضع الأيدي على الرؤوس حتى لا يطير ما بداخلها إن بقي شيء منه! خلال لقاء مدير فرع وزارة الخارجية في منطقة مكة المكرمة محمد أحمد طيب مع رجال الأعمال طُرح سؤال. اقرأ معي “ورداً على سؤال رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد جميل القرشي، حول إصدار نحو 50 ألف تأشيرة مجاملة للسفير السعودي في مصر، وخمسة آلاف تأشيرة أخرى مجاملة للسفير السعودي في سورية، قال طيب، إن العمل الديبلوماسي يوجب إقامة التعاون مع السفراء في الدول الأخرى ومجاملتهم، تدعيماً لأواصر التعاون القائمة، وهناك سفراء لديهم الصلاحيات في منح التأشيرات”. انتهى.
تذكرت اللغز الظريف الذي يقول ما هو الشيء الذي كلما أخذت منه ازداد وكبر حجمه؟ ولئلا يصاب بعضكم بالصداع، فهو الحفرة، وهذه الحفرة تستدعي المثل الشعبي “من حفرة إلى دحديرة” وليس بعدها سوى الهاوية، أما التعليق الرسمي أو التفاعل المنتظر مع ما ورد في الخبر عن تأشيرات المجاملات العجيبة “يظهر أنها سنوية”! وبهذا الكم الضخم فاتركه للجوازات ولحملات ملاحقة المخالفين وللشرطة وللمواطن. ولله تعالى الأمر من قبل ومن بعد.
*****
إذا كنا رأينا وسمعنا عن ظاهرة التزوير في شهادات الطب والصيدلة والتعليم الأكاديمي، وأيضاً الشهادات الصحية للعاملين في الغذاء، حتى أصبحت أخباراً عادية جداً، مع عدم اهتمام كبير وعملي بمواجهة هذه القضايا وسد الثغرات التي تتسرب منها داخلياً وخارجياً، وأيضاً عدم صدور عقوبات رادعة، وإذا كنا علمنا أحوال “الانضباط” والأخطاء الطبية في مستشفيات القطاعين العام والخاص، يحق للمرء أن يتساءل: ما هي موضوعية ودقة التقارير الطبية خصوصاً تلك التي توضح حقيقة أسباب الوفاة في المستشفيات؟ سترك يا رب.
***
يظهر أن التشهير بمطعم وصاحبه لتسببهما بحوادث التسمم أهم و “أنفس” من “نفوس” وصحة العشرات من الزبائن، العذر المعلن أن التشهير هو بحد ذاته عقاب، وجمعه مع الغرامة من غير المقبول رسمياً حتى الآن، وخاضع للدراسات وتطوير الأنظمة الذي لم يحدث لتذبذب البوصلة وقوى المغناطيس، لا يعلن التشهير ويطبق إلا في حالات قيام عامل بمحاولة تقديم رشوة لمراقب أو رجل امن. هذه صورة من الواقع، والسؤال أين تطبيق الشرع المطهر؟ ولماذا لا تحال هذه القضايا إلى المحاكم الشرعية لدرء الأخطار عن صحة المسلمين ومن في ذمتهم؟ وإلى أن يتم “تطوير أنظمة مكافحة الغش والإهمال”. المجالس البلدية مدعوة للتحرك في هذا الجانب.