شاهدت جزءاً مهماً من حوار الإعلامي الناجح زاهي وهبي في برنامج «خليك بالبيت»، مع رجل الأعمال الشهير صالح كامل. كان حواراً ثرياً، خصوصاً أن تجربة رجل الأعمال صالح كامل تجربة عريضة وممتدة وله آراء وتجارب استثمارية وطروحات لافتة حول الاقتصاد الإسلامي، ولديه حالياً مشروع كبير، يقوم بالتسويق له، هو بنك إسلامي دولي، والرجل ينصح المستثمرين بأن يحلموا ما شاؤوا من الأحلام، لكن عليهم ألا يضعوا بيضهم في سلة واحدة، أو ألا يضعوا كل بيضهم في أحلامهم، هكذا فهمت، ولست من يقوّم ذلك، خصوصاً مع رجل أعمال بحجم صالح كامل.
كنت أتمنى من الزميل زاهي وهبي (هو للمناسبة كاتب هنا في «الحياة») أن يكون أكثر «اقتصاداً»، بما يعني ذلك من استخدام الأرقام والإصرار بحثاً عن نتائج المشاريع والعقبات، ربما يكون شيء من ذلك جاء في ما فاتني من الحوار، لكني أظن أن قرب المحاور من الشعر والثقافة غلب اقترابه من الاقتصاد.
وصالح كامل كنز معلومات وتجارب، وأنا من المنتظرين لما صرّح به عن عزمه كتابة تجاربه الاستثمارية الفاشلة. كتابة التجربة، ناجحة كانت أو فاشلة، تحقّق الفائدة، لا ننسى أنه من أوائل المجرّبين للاستثمار في الدول العربية، وهو استثمار لا يزال ضعيفاً، على رغم أن ما يجمع العرب أكثر بكثير مما يفرقهم.
ما لفت انتباهي أكثر هو صراحة الضيف عمّا يطلق عليه التنمية العقارية. أشار رجل الأعمال البارز إلى أن تشييد الأبراج العقارية مع الحاجة إليها، ليس هو المطلوب بقدر الحاجة إلى الإنتاجية من خلال تشييد المصانع. وهو محقّ في ذلك، لأن المصانع هي التي توفّر الوظائف وتحقق العائد الحقيقي والقيمة المضافة. لهذا ومنطقياً يأتي تشييد المصانع سابقاً لتشييد الدور والأبراج العقارية، أو على أقل تقدير وبدرجة أضعف الإيمان… متزامناً معها، الأخيرة مكملة لحاجات من سيعمل في المصانع في وظائف رئيسة ومساندة، وإنشاء المصانع أصعب ويأخذ وقتاً أطول من تشييد الأبراج العقارية… السهل بروز هياكلها متى توافر المال والأسمنت… والحديد.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط