عن الإنتاجية والاحتكارية

أشرت في مقال الأمس إلى صراحة رجل الأعمال الناجح صالح كامل في حواره مع «خليك بالبيت»، حول ضرورة الاهتمام بالإنتاجية أي المصانع والمـــعامل، لا الركض وراء أبراج العقار والمفاخرة بها كدليل على التطـــور، والصياغة من عندي، إلا أن المعــــنى في ما ذهب إليه واحد. ولدى صالح كامل كثير من المشاريع في السعودية، سؤالي ما هو مقدار حظها من الإنتاجية، التي يحث عليها وينبه لها ويرى أنها طريق المستقبل؟ وهو محق في ذلك الطرح، لأنها توفر الوظائـــف وترفع مستوى المعيشة وتحقق إذا ما أنتجت منتجات نوعية، تنويعاً لمصادر الدخل.
ومن الأسئلة أيضاً التي تمنيت أن يطرحها الزميل الهادئ هدوء البراكين زاهي وهبي، سؤال يقول: ما هو حظ عدد من المشاريع الاقتصادية الضخمة التي تحفل بها السعودية الآن من حقيقة الإنتاجية في مقابل العقار نسبة وتناسباً على أرض الواقع وهو الخبير بظروفها، كنت انتظر مثل هذه الأسئلة بحثاً عن إجابة تطمئن جمهوراً كبيراً من المهتمين.
لصالح كامل رؤية للاقتصاد الإسلامي، هو والشهادة لله تعالى، حريص على هذا الشأن منذ زمن بعيد، وليته أضاف لنا إضافات نقدية فيها شيء من المراجعة حول حقيقة الاتجاه للاقتصاد الإسلامي الحالية، هل حققت الأغراض الإسلامية الأساسية التي حث عليها الدين الحنيف، التي تدعو إلى العدل والتراضي عند البيع والشراء والقناعة وعدم الاستغلال، أم أن الواجهة الإسلامية قد استغلت اقتصادياً، كما استغل الدين في أمور أخرى؟
هذه بعض التساؤلات التي طرأت في ذهني وتوقعت بل تمنيت أن تطرح وأسمع رأيه الخبير فيها. وهناك شأن أخير يهم شريحة مهمة من الجمهور، خصوصاً في السعودية، ألا وهو جمهور كرة القدم، فإذا وضعنا نصب أعيننا رؤية صالح كامل حول أسلمة الاقتصاد وكيف أنه الطريق الأمثل لحل كثير من القضايا الاقتصادية والتأخر الحضاري، الذي يعاني منه عالمنا الإسلامي.
إذا وضعنا نصب أعيننا هذه الرؤية الجميلة، خصوصاً أننا نعلم حث العقيدة على العدل وعدم الاستغلال، والتراضي بين البائع والمشتري، إضافة إلى إتقان العمل الذي يحبه الله تعالى، ويحب – جلت قدرته – أن يراه في عبده.
نأتي هنا للتشفير، «راديو وتلفزيون العرب» يحتكر منذ مدة بث جزء مهم من مباريات كرة القدم السعودية وأيضاً مباريات المنتخب السعودي، وهو يفرض أسعاراً مبالغاً فيها، مع خدمة أقل ما يقال عنها إنها بالغة الانخفاض في الجودة، في حين تقوم قنوات أخرى مثل: قناة «الجزيرة» بتقديم مباريات عالمية أهم بأسعار أقل وخدمة أجود.
ربما بسبب كثرة المشاغل لا يعلم صالح كامل عن هذا شيئاً، لذلك أسأل، هل تتوافق مثل هذه الصورة بما فيها من صور الاحتكار و «الإجبار»، والتي يشكو منها المشاهد في السعودية مع أهداف الاقتصاد الإسلامي الذي يتوق إلى نشره؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على عن الإنتاجية والاحتكارية

  1. مواطن كتب:

    صباح الخير اخوي عبدالعزيز

    تجارنا حقين كلام بس ويحوشون النار لقريصهم على قولة المثل .. والا صالح كامل أستفاد من البلد بكل شيئ وأصبح من المليارديرات ماذا قدم لبلاده ..؟ ولا شيئ هل بنى مباني خيرة مثل مدارس مستشفي دور أيتام . هل ساعد احد ؟ مو بس صالح كامل وغيره كثير من المليارديرات بالسعودية واللى حسب تقرير اقتصادي زادو هالسنة واحتلوا المرتبة الاولي عربيا .

    يقول العقار مايقدم شي وهو اكبر متاجر في العقار

    ماقول بالاخير الا ماقالة القصيمي … العرب ظاهرة صوتية فقط . بالعامي العرب حقين كلام بس وصالح كامل منهم

  2. يوسف الغانم كتب:

    أسعد الله اوقاتك أبو أحمد
    الكلام شيء والواقع شيء آخر …صالح كامل قال في احد لقاءته انه سيدخل الاسلام في كل بيت …نفسي اعرف ماهو الاسلام الذي يتكلم عنه وهل عمله لآن يخدم الاسلام من خلال قنوات art التي يعرف الكل مخالفتها لتعاليم الاسلام 0
    ان استغلال الدين للترويج لسلعة اومنتج او اي عمل تجاري قد بدأ بالازدياد في الاونة الاخيرة من اهل الاسلام وبعبارات مغرية …(تحت اشراف الهيئة الشرعية ..متوافق مع الشريعة الاسلامية …ذبح على الطريقة الاسلامية ..) وغيرها من العبارات الرنانة التي تنطلي على اصحاب الحاجة والذين يريدون ابراء ذممهم وقضاء حوائجهم وهم بذلك يطبقون المثل الذي يقول ” خل بينك وبين النار مطوع ” 0
    اني لأستغرب من شخص يملك المليارات وكبير السن – اياً كان – ويستثمر امواله في مجالات اقل ما يقال عنها انها مخالفة للاسلام ..مع وجود مجالات استثمارية اخرى واكثر ارباحاً واقل جهد واكثر نفعاً للوطن والمواطن …لكن هناك أُناس لايهمهم الربح الحلال بقدر ما تهمهم الشهرة وحب الظهور وهو ما ينقصهم فقط…نسأل الله ان يغنينا بالحلال عن الحرام ..اللهم طول العمر وحسن العمل ..اللهم حسن الخاتمة

  3. محمد الخميس كتب:

    السلام عليكم

    في احتفالات المئوية كان لنا موعد مع انشاء مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وكان صاح كامل ومحمد عبد اللطيف جميل وعبدالرحمن فقيه من المؤسسين لها واعضاء في مجلس امنائها وكانت لديهم فكرة انشاء شركة ثلاثية بينهم لرأس مال مخاطر لتبني الأفكار الجديدة وتحويلها الى منتجات تدخل الاسواق ومصانع توظف الشباب ولكن من اوكل اليهم الجزء التنفيذي لهذه الفكرة وضعوها في الأدراج ونسي صالح ومحمد وعبدارحمن المشروع الى يومنا هذا.

  4. أبو جلنار كتب:

    نأتي هنا للتشفير، «راديو وتلفزيون العرب» يحتكر منذ مدة بث جزء مهم من مباريات كرة القدم السعودية وأيضاً مباريات المنتخب السعودي، وهو يفرض أسعاراً مبالغاً فيها، مع خدمة أقل ما يقال عنها إنها بالغة الانخفاض في الجودة، في حين تقوم قنوات أخرى مثل: قناة «الجزيرة» بتقديم مباريات عالمية أهم بأسعار أقل وخدمة أجود.
    ربما بسبب كثرة المشاغل لا يعلم صالح كامل عن هذا شيئاً، لذلك أسأل، هل تتوافق مثل هذه الصورة بما فيها من صور الاحتكار و «الإجبار»، والتي يشكو منها المشاهد في السعودية مع أهداف الاقتصاد الإسلامي الذي يتوق إلى نشره؟

    اصبت الهدف يا أبو أحمد ..

التعليقات مغلقة.