الفيضان القذر

لست أعلم حتى الآن سبب إصرار البعض على تسمية مستنقعات الصرف الصحي في جدة ببحيرة «المسك». كتبت عن هذا منذ زمن، لكن الإصرار مستمر من مسؤولين وإعلاميين. هل من الأسباب كون «جدة غير»، فتتحول فيها مياه الصرف الصحي «أعزكم الله»، إلى ما يصرّ البعض على أنه «مسك»؟ ثم قلت لنفسي لا بد من أن هناك مشكلة «شمية» مزمنة… لها علاقة بالجيوب الأنفية، مثل أن يصاب أحدنا بعمى ألوان.
ذكرت سابقاً، ونحن نحب الوجاهة والتفاخر، ماذا عن السياح والحجاج الذين إذا سمعوا عنها بذلك الاسم المزوّر طالبوا بزيارتها؟ «وين نودي وجيهنا منهم؟»، لكنها جدة المدينة العجيبة من المطار إلى مستنقعات المجاري، ومنذ سنوات والتحذيرات قائمة لخطورة تجمعات المياه الآسنة هذه، فرصدت لها أموال ضخمة، ماذا جرى خلال تلك المدة؟ لست اعلم. التحذيرات قائمة، بل تحولت إلى بعبع يتم الخوف أو التخويف من انفجاره كل فترة، وربما تتحول إلى ثقب أسود. ولا أعرف هل جفّت الأفكار وعجزت العقول أم أن بعوض حمى الضنك يدافع بشراسة عن مواقعه؟
أخيراً نشرت «الحياة» عن مقدار الأضرار المتوقعة من انفجار بحيرة الصرف هذه، وعددت الأحياء بما فيها من جسور وأنفاق ومنشآت حيوية وأبراج كهرباء وهاتف، عندها لا قدر الله تعالى، لك أن تتخيل «رائحة» المكالمات الهاتفية.
أما السد الذي تم الحديث عنه قبل سنوات فتقول «الحياة» إنه «عبارة عن سد ترابي عليه طبقة هشة من الأسمنت»، كم كلف يا ترى؟ لا تتوافر لديّ هذه اللحظة أرقام للأموال التي أعلن عن رصدها لحل فيلم الرعب هذا، وما هي العقبات التي حالت دون الوصول إلى حل جذري؟ ولئلا ندور في حلقة لجان، وينام سكان بعض أحياء جدة كل ليلة على خطر الفيضان القذر… ينبغي التحقيق في ذلك.
للأسماء دلالات وأسباب تسمية، بعضها يصيب بالخدر، بل قد تعطي انطباعاً إيجابياً فيصاب المعنيون بحل مشكلتها بالتهاون.
من هنا أكرر المطالبة بتغيير الاسم، لا تذكروا المسك، اقترحت سابقاً أن تسمى بحيرة «اللطمة»، أي شيء بعيداً عن المسك والعود والعنبر، لأن عضو اللجنة الذي يبحث عن حلول لقضية بحيرة «المسك» يختلف عن عضو اللجنة الذي يبحث في احتمالات فيضان قذر لبحيرة مجارٍ، الإحساس يختلف إلا إذا كنت «غلطان»؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على الفيضان القذر

  1. مواطن كتب:

    صباح الخير اخوي عبدالعزيز

    جدة أول الكل يحكي بها وبجمالها أيام زمان أيام المجسمات وايام الكورنيش وكانت بحق عروس البحر أو يمكن حنا وقتها كنا محدثي نعمة ونحسبها أجمل المدن … وكان الكل يروح لها بالصيف مع ان جوها كان رطب وحار ولكن انظر الان ماذا صار فيها صارت جدة مدينة الحفر ومدينة الشوارع الضيقة ومدينه انعدام المياة مع انها على بحر ومدينة الضنك ومدينة طفح المجاري ومدينة بحيرة المسك ومدينه المطار الفشيلة الذي اي مطار اقليمي افضل منه مية مرة مع انه دولي ومدينة المسكرات والدعارة والمتخلفين .والحبل على الجرار زي مايقولون

    جدة كانت ضحية مسئولين خانوا مسئولياتهم ولم يفعلوا شي لتطوير المدينة وتحسين البيئة فيها فقط استغلوا مناصبهم ثم ذهبوا بدء من امناء البلديات الي روؤساء الاجهزة الحكومية صحة مياة كهرب نقل طيران ويجب محاسبتهم على التقصير على ماوصلت اليه جدة من اهمال رغم انها في وقت ماء كانت المدينة السعودية الاولي حتى قبل الرياض في التطور ولكن الان اصبحت في ذيل القائمة وسحبت مدن الشرقية الخبر والدمام البساط من تحتها .. الغريب في جدة مع انها مدينة بحريه انه لا يوجد فيها كورنيش محترم بل كورنيش قديم لا يتعدي طولة بضع كيلو مترات وقذر ومياة البحر فية اسنه وملوثة وكلها زبالة واحجار وغربان تنعق فيه طول اليوم !! من سرق شواطيء جدة الرملية؟

    اتوقع جدة لو لم تكن بوابة لمكة المكرمة لما اتي احد اليها الان ولا مر بها لانها لا تستحق ان تسمي مدينة ولا عروس البحر الاحمر
    وفعلا جدة غير ولكن غير بالتدني في كل شي … ولكن هناك امل في خالد الفيصل فهو امير قوي الشخصية وحازم وهذا مايحتاجة كل مسئول متهاون ان يعرف انه وراءه امير منطقة لين يسكت ولن يسامح

التعليقات مغلقة.