مع تراجُع دخل شريحة كبيرة من المواطنين بسبب التضخم وارتفاع الأسعار… هناك حاجة إلى إعادة النظر في كثير من الرسوم، أبرزها – التي تحضرني الآن – تلك المفروضة على الطلبة من جهات تعليمية حكومية، مثل كلية المجتمع، خصوصاً مع الوَفْر المالي الحكومي بسبب ارتفاع أسعار النفط، وحتى يشعر بعض منا بأنه استفاد، ولو بالقليل، من هذا الارتفاع.
أما الجامعات والكليات الخاصة التي تفرض رسوماً مرتفعة على طلابها، فمن المستحسن، مشاركة منها في خدمة المجتمع، أن تخصص نسبة جيدة من المقاعد للطلبة والطالبات الفقراء ومن في حكمهم من أصحاب الدخل المحدود. ارتفاع أسعار كل سلعة تقريباً وخدمة مع ثبات الدخل وسعر الدولار… إلخ، كل ذلك أدى إلى ضغوط كبيرة على أُسر وشباب وشابات، وهي ضغوط مستمرة، نتائجها المتوقعة معروفة، نرى بعضها كل يوم على صفحات الصحف، هي في النهاية ستحدث أضراراً تطاول جميع شرائح المجتمع، ولو قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بعمل دراسة ميدانية عن الأحوال المعيشية للمواطنين الآن، بعد هذه القفزات في الأسعار وعجز أجهزة حكومية عن إيجاد حلول ناجعة يلمس الناسُ نتائجها، لربما اكتشفنا كم هي الزيادة الإضافية في نسبة الفقر والفقراء، التي أتوقع أنها ارتفعت بصورة غير مسبوقة.
الحق في الحصول على فرصة التعليم لكل طالب وطالبة خطوة مهمة لمساعدتهم حتى يساعدوا أنفسهم وأسرهم. هذا سينعكس مستقبلاً على المجتمع والوطن. ويدرأ أخطاراً وسلبيات نحن في غنى عنها. ويقترح على الوزارة أن تعمل على إطلاق مبادرات في هذا الجانب، لأن استراتيجية معالجة الفقر، وقبلها صندوق الفقر، ما زالت نتائجها يكتنفها الغموض. ومن كثرة ما كتب وصرّح عنها ضاعت معالمها، بل إن لدى الكثير من المهتمين ضبابيةً في رؤية أي مؤشرات إيجابية بهذا الخصوص.
***
في كل عام تصاب ماشية الفقراء في محافظة الليث في منطقة مكة المكرمة بأوبئة. وفي كل موجة نفوق يصرّح أحد المسؤولين في «الزراعة» بأنه تم أخذ عينات وينتظر نتائج الفحوصات، ويتكرر الأمر كل عام مرة أو مرات، وخسارة البسطاء مضاعفة. الظاهر للعيان أن قدرات الوزارة في مكافحة هذه الأمراض والقضاء عليها ضعيفة. ربما بُعْد محافظات مثل الليث عن الصورة الإعلامية زاد من الضعف، وإلا لماذا تتكرر الموجات كل عام؟ سألت صديقي عن رأيه، فقال: «يظهر أنه روتين حكومي».
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط