الجار قبل الدار

اكتشفت أن “عين” أحد الزملاء حارّة، يخشى أن تفيض عليك بحممها. عندما بدأت الكتابة في صحيفة “الحياة” واحتلت “أحياناً” مساحة في الصفحة الأخيرة من الطبعات السعودية كتب ذلك الزميل مقالاً أبدى فيه حسرته من الجيرة التي يمتاز بها مقالي مقارنة بموقعه. الزميل الذي يجب – إبراء لذمته – أن يغسل يديه… لا “فانلته في هذا الطقس الحار”، لأسكب الغسيل على موقع الزاوية، ربما ينفع ذلك دفعاً للضرر. كان الزميل – أحسن الله إليه  ومتعه بعطلته – يشير إلى صور الفاتنات من ممثلات وعارضات أزياء ومن لفّ لفهن “القصد في الثياب” المجاورة للزاوية يومياً، تجدها في قولهم “التفت إلى اليسار قليلاً”، وفي “بطن الزميل الكاتب” أن القرّاء سيزداد عددهم لا متابعة لما اكتب بقدر ما يتعثر هؤلاء القراء بحروفي وكلماتي وهم في طريقهم لمطالعة أو “مشافحة” صورة المرأة المختارة كل صباح. ومنذ أن فتحت تلك “العين” نافورتها الساخنة على “أحياناً”، تصلني رسائل من إخوة كرام تطالب بتغيير الصورة، أكثرها من منطلق شرعي، ومنهم اعتزم ترك النسخة الورقية لهذا السبب. اقترح بعضهم كاريكاتيراً بديلاً لها كما جرت عادة الصحف. بعض آخر يرى اختيار صورة أخرى معبّرة، والتعبير أشكال.
أرد على تلك الرسائل موضحاً أن لا علاقة لي بالأمر، فهو بيد رئيس التحرير ومساعديه… مدللاً على انتفاء العلاقة بأن هناك “سوراً واقياً”، يظهر الحدود بين “أحياناً” والصورة اليومية.
الصورة بالصورة تذكر، أتذكر زميلاً في صحيفة أخرى كان حريصاً على أخبار المنتجات الإلكترونية الجديدة التي تبثها وكالات الأنباء العالمية، لا لأهمية المنتج بقدر كونه – لغرض تسويقي- يعرض بيد حسناء كورية أو يابانية، فيلصقها بالصفحة الأولى.
أطرف ما وصلني في هذا الخصوص، تعليق في الموقع من الأخ الكريم يحيى صوفان، ذكر أنه من اليمن، يسألني فيه عن صورة ملكة جمال فنزويلا التي نشر أنها من أصول سورية، ويجزم بمعرفتها “من زمان” مطالباً بعنوانها. هل الأخ ” صوفان”، ينكّت؟ ربما، أو “مشبّه”على البنت الفنزويلية. “يخلق من الشبه اربعين”… ربما يكون قابلها في الحلم، لست أعلم. ومن لهفة السؤال انصحه إن قرأ هذه الزاوية ولم تشغله عنها الصورة الجديدة بالبحث لدى الزملاء، ربما يجد لديهم صندوق البريد. أما الزميل صاحب العين الحارة فعليه أن يسارع بفعل ما طلبت، وإلا فليس هناك من حل سوى “تربيطه” والصلاة عليه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على الجار قبل الدار

  1. يوسف الغانم كتب:

    أكيد الأخ الزميل من أهل …….. …والله ياعليهم عين تغلي غلي..الله يكفينا شرهم …المهم ما عليك شر اقرأ آية الكرسي والمعوذات وما يجيك الا العافية

  2. فيصل الفهيـــــــــد كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي العزيز أبو أحمــــــــد
    ما يصح إلا الصحيح .
    مسألة وضع صور للجميلات من أجل التسويق أو الدعاية فهو أمر زائل دينين ودنياوين .
    والناس العقلاء يدركون لمن يقرؤون ويتابعون من الصحف أو القنوات وغيرها .
    والكاتب الصادق الذي يبحث عن الحقيقة والمطالبة بحقوق الناس الضعفاء هو من يستحق أن يوضع له مثل هذا القدر والمكانة في أي صحيفة كانت .
    الحسد كفانا الله إياه أخرج إبليس من رياض الجنة .
    وبعدين لو بغيت صور لمن صنع الإعلام المرئي و المقروئ ( بما يسمى جميلات وجه ) ما بحثت عنه عن طريق الجرائد .
    الإنترنت والتلفاز ملئ بمثل تلك الأمور التافهة .
    كل ذي نعمة محسود والي الأمام يا أبا أحمد ننتضر منك كل جديد بما فيه حل لمشاكل الناس الغلابا .

التعليقات مغلقة.