إلى معالي وزير الإعلام

يبقى التلفزيون السعودي تلفزيوننا المعبر عنا الذي نحرص عليه وإن كنا لا نرضى عن أسلوب أدائه وعدم قدرته على المنافسة، وهناك أمور بسيطة يغفل عنها التلفزيون أو العاملون فيه، وهي غفلة يستغربها المشاهد، عن إمكانات متوافرة لدى التلفزيون لا يستفيد منها وتصرف عنه كثيراً من المشاهدين ليلتحقوا بقنوات قادمة من وراء البحار. وفي هذا المقال سأكتفي بطرح بعض الملاحظات موجهة لمعالي وزير الإعلام لأني أعلم أن قمة الهرم الإداري إذا ما اقتنعت بأمر يمكن تحقيقه، وإذا ما وجدت هذه الملاحظات البسيطة صدى يذكر سأواصل طرح أخرى.
أولى هذه الملاحظات هو شريط أسعار السوق السعودية للأسهم، هذا الشريط مكتوب بحروف وأرقام صغيرة تحتاج إلى مجهر لمتابعتها، والمفترض أن يحتل مساحة أكبر، وهو متأخر عن السوق الحقيقية بدقائق مهمة جداً، ومن العجب أن نرى شريطاً يبث من طريق وكالة “رويترز” في بعض القنوات أحدث وأسرع وأوضح، على رغم أن هيئة سوق المال جهة حكومية سعودية ووزارة الإعلام أيضاً. كثير من المهتمين بالأسهم السعودية ينصرفون عن القناة السعودية الأولى لهذا السبب، ومن المهم بقاء شريط الأسعار لمدة نصف ساعة على الأقل بعد الإقفال الصباحي والمسائي للسوق.
وأتمنى على معالي الوزير أن يدقق في الفواصل الموسيقية المستخدمة في نشرات الأخبار، إن هناك تداخلاً وارتباكاً عجيباً بين تلك الفواصل وإلقاء المذيع، ثم لماذا كل ذلك الصخب في تلك الفواصل؟ والعجيب أن التلفزيون لديه قدرات شابة ويتم تصريف مثل هذه الفواصل عليه، وهي أقرب لفواصل طرد المشاهد منها لجذبه.
الملاحظة الأخيرة عن القناة الثانية شبه المنسية، أن تلك القناة تقوم ببث أفلام وبرامج أجنبية لكنها غير مترجمة ولا أقول مدبلجة وهذا يحرم كثيراً من المشاهدين من الاستفادة منها وبالتالي الانصراف عنها إلى قنوات كثيرة ولله الحمد، والترجمة أصبح أمرها في غاية البساطة.
واكتفي بهذه الملاحظات وأحتفظ لنفسي بكثير غيرها والسبب أنني طالما كتبت ولم أجد صدى يذكر، وأتذكر هنا أنني كتبت مقالاً قبل قرابة الأربع سنوات أطالب فيه التلفزيون السعودي بالاستفادة من الراوية الشهير محمد الشرهان واحتاج الأمر لكل هذه المدة الطويلة ليظهر أخيراً في برنامج “حياكم”، ويظهر أن الرجل كان مصنفاً للإذاعة ولم “تصنف” لأحد الاستفادة منه!؟ في حين أن تلفزيون قطر كان يدعوه كل عام لتسجيل حلقات رمضانية، وهذا نموذج فقط يمكن لنا الاستناد إليه للحكم، لكن مرحلة الوزارة الجديدة تجعلني أتفاءل خيراً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.