مع القراء

أسعدتني رسالة من قارئ كريم اكتفى بذكر اسمه الأول. القارئ تفاعل مع مقالة تناولت فيها ظروف أصحاب السوابق ونبذ المجتمع لهم. في العادة يتعاطف القراء مع القضية المطروحة ويرسلون الاقتراحات والآراء. الأخ العزيز عبدالله لم يكتف بذلك، ولأن الأسطر في الرسالة مضيئة وجميلة أحببت مشاركتكم في بعض منها متجاوزاً المقدمات. يقول عبدالله: “أود أن أخبرك أنني اتصلت بقريب لي فتح الله أخيراً على قلبه بعد أن كان من أرباب السجون جراء تعاطيه المخدرات، بادرته بالاتصال طالباً منه تحديد موعد لمقابلته وتسليمه وظيفة شريفة يقتات منها ما تبقى له من أيام في هذه الحياة الفانية، وذلك بعد أن كاد اليأس من الحصول على عمل شريف يأخذه بعيداً من جادة الصواب”.
شكراً لحرصك، وفقك الله لكل خير.
سيبقى مجتمعنا بخير ما دامت هناك قلوب تشع نوراً وعطاء مثل قلب عبدالله، أصحاب القلوب الطيبة والمبادرات الخيرة التي لا يرجون فيها شهرة ولا وجاهة ولا نفاقاً، بل يطلبون رضى الخالق عز وجل، ساعين في عمل الخير، مثل هؤلاء يحبون في الله تعالى، لك مني الشكر والثناء يا عبدالله وما عند الكريم أبقى وأزكى.
المقالة التي أوردت فيها بعض الملاحظات الاقتراحات حول التلفزيون السعودي دفعت أحد الأخوة القراء، لم يذكر اسمه، إلى الكتابة ورصد ملاحظات جديدة. يعتقد القارئ العزيز أن التلفزيون السعودي بدأ في التنازل تدريجاً في ما يتعلق بملابس النساء خصوصاً الممثلات في الأفلام والمسلسلات، ويقول إن “حد الركبة” لملابس المرأة كان هو الأقصى وبدأ يرتفع حالياً، إضافة إلى تنازلات في بث بعض اللقطات الخادشة للحياء، ويلاحظ أن بعض المسلسلات الخليجية تصور مجتمعاتها بصورة فجة، خصوصاً في ما يتعلق بالجنس والمخدرات، وهو يطالب بأن يستمر التلفزيون السعودي نظيفاً، وأضم صوتي إلى صوته الغيور وأستدرك أنني لا أتابع قنواتنا إلا في أوقات معينة تنحصر في الأخبار وبعض البرامج، لذلك لا أستطيع تأكيد الارتفاع عن “حد الركبة” من عدمه، أما المسلسلات الخليجية فسبق أن كتبت عنها وهي لا تعبر سوى عن فقر مدقع في النصوص وبحث محموم عن المثير دون اكتراث بالآثار الضارة، والتلفزيون السعودي إذا فكر في منافسة القنوات الأخرى بأسلوبها مخطئ في حق نفسه وحق مجتمعه ولديه الكثير مما يمكنه من المنافسة مع البقاء على مستوى عال من النظافة.
وكنت أشرت إلى تفاؤل في مقالتي السابقة وأجده بدأ يتناقص ويظهر أن الصدأ متراكم ويحتاج إلى وقت وجهد ومبادرة.
أما القارئ العزيز “أبو راكان” فقد قرر أن يشاركني بأحلامه فبعث عدداً من الرسائل في كل واحدة منها حلم جديد، يظهر لي أنها من أحلام اليقظة، وهي تحتاج إلى مفسر والبحث جار عن مختص في هذا “العلم” لنتمكن سوياً من تفسيرها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.