تجارة الإرهاب

أمهات في حالة يرثى لها قلوبهن معلقة أو شبه متوقفة، وأبناء يُستخدمون للتفجير، تحول بعض شبابنا إلى رجال آليين يمكن استخدامهم في المواقع الخطرة، حيث يستخدم الرجل الآلي من ضمن ما يستخدم لتفكيك المتفجرات. بعض شبابنا يستخدم للتفجير والانتحار، استخدم داخل بلادنا ويستخدم خارجها، الأسباب عدة والمستغلون كثر. أصبحت الذهنية العالمية جاهزة لتصديق حتى الشبهات وتحويلها إلى حقائق عندما يكون السعودي طرفاً فيها، وتحول الأمر من صفة التبذير المالي المستهجن إلى المشاركة في العمليات الإرهابية، وتحول بعض شبابنا لسلعة إرهابية، تم زرع شرائح الكترونية في أدمغتهم لا تستقبل سوى إشارات معينة من دون فحصها والتأكد منها.
الإدارة الأميركية أول من استغل الإرهاب للتجارة السياسية والسيطرة الاقتصادية، فولّدت لنا ما نشاهده بألم وحسرة في العراق وقبله أفغانستان، وسوء أساليب هذه الإدارة وفّرت البيئة المناسبة، وكان المضحك استخدام الشعارات… شعار “محاربة الإرهاب” على رأس القائمة، في المقابل نشأت أنواع وأشكال من المستفيدين من تجارة الإرهاب، من الكتاب إلى القنوات ليصل الأمر إلى عصابات استثمرت الظاهرة وشاركها فيها استخبارات من هنا وهناك، كل له هدف، وظل الشاب السعودي أحد الأدوات الأساسية، وتعلم الإدارة الأميركية أنها تنعش الإرهاب بالإرهاب الذي تمارسه، من غوانتنامو إلى تدنيس المصحف الشريف مروراً بما تعرض له سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – من متطرفيهم، ويثبت ذلك تلك المحاكمات والأحكام الهزيلة التي تصدر محصورة في أفراد ورتب دنيا. وإذا جمعت تلك الممارسات التي تسربت تستنتج أنها ناتجة عن قناعات وتسأل هل وراءها تلقين وتعليم في المؤسسة العسكرية الأميركية؟
ماذا نفعل لشبابنا الذين أصبحوا سلعة إرهابية، يباعون لقيادة سيارات التفجير، وهل هم على علم بما ينتظرهم عندما يذهبون هنا وهناك؟ ربما يتم اختطافهم وبيعهم لمجموعات تستخدمهم بالإكراه، أجد أننا على المستوى الرسمي والإعلامي لم نعط هذه القضية حقها، ولم نقدم ما يجب لهؤلاء الضحايا المحتملين ولا لأسرهم، ونحن بالفعل قصرنا مع المعتقلين من اخواننا في غوانتنامو هذه حقيقة، وإذا كنا تقدمنا خطوات في مواجهة الفكر المتطرف فإن الطريق أمامنا ما زال طويلاً، وهو يحتاج إلى سند رسمي يضغط على تلك الدول التي أصبحت قناة توجيه لأولئك الشباب، ولماذا لا نتوقع أن يتم استخدامهم في لعبة سياسية إذ لدينا القدرة للتحرك في هذا الاتجاه، وفي الوقت نفسه لا بد أن نبحث بعزم في سبب استمرار تلك القناعات عند بعض شبابنا، ومن المهم تذكير الإدارة الأميركية دائماً أنها من الأسباب الرئيسة في ما يحدث، ومثلما قصرنا مع المعتقلين في غوانتنامو، نقصر الآن في البحث عن المفقودين من الشباب وحماية أهاليهم المساكين من تجارة المحامين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.