توقعت أن تكون هناك ردود فعل للتحقيق الذي نشرته “الحياة” عن “مصارعة الكلاب” في المنطقة الشرقية ويظهر أن الموضوع مر بسلام وتحدث الناس عن العضة التي أصابت أحد المشاركين من البشر، حدثني أحد الإخوة أيضاً عن “بلوتوث” محلي، لم أشاهده، يصور مشهداً لكلب يجري والنار تشتعل في جسده، وأتذكر في الصغر أن بعض الفتيان كانوا يتلذذون بإيذاء الحيوانات، “مصع” رؤوس القطط الصغيرة، وربط معادن ثقيلة في أذناب الحمير فيستمر الحيوان المسكين في الجري خوفاً من الصوت الذي يلاحقه ويموت من الإنهاك إذا لم يلتفت إليه أحد المارة، ولا يتورع بعضهم عن إحراق جحور حيوانات أخرى. حالياً إذا تجولت بسيارتك في الطرق الداخلية في بعض أجزاء منطقة الرياض مثل منطقة سدير وما حولها، وهي هنا مثال، تجد عدداً ملحوظاً من القنافذ الميتة على قارعة الطريق بفعل دهس السيارات، بعضه تم عمداً من جانب سائقين قد يكونون من المراهقين، وهذا الحيوان المسكين يتم دهسه بسهولة لكونه بطيء الحركة، على رغم أنه مسالم غير مؤذ وهو كثير النفع، ونعلم كثيراً عمّا يتم فعله بالضبان في مواسمها، على رغم التركيز الإعلامي على حمايتها من الانقراض والصيد الجائر، هنا أنا لا أتحدث عن الصيد بل أركز على الإيذاء لغرض التلذذ المرضي. توقعت أن يكون هناك رد فعل لتحقيق “الحياة”، لأن لديّ قناعة أن الذي لا يرفق بالحيوان لن يرفق بالإنسان، والذي تبرمج في الصغر على الإيذاء سيستمر معه هذا المرض في الكبر وقد يصل إلى أفراد العائلة والجيران ثم المجتمع، ومعالجته لن تكون سهلة إذا افترضنا توافرها، سيسخر البعض من طرحي لموضوع مثل هذا ونحن نعيش قضايا ساخنة على مختلف الجبهات، لكني على يقين أن الصمت على مثل هذه الممارسات غير السوية صمت على سوء في التربية وغض للطرف عن تشوه في الفطرة، ونحن نعلم جميعاً عن تعاليم ديننا الحنيف التي وجهتنا للرفق بكل كبد رطبة والإحسان إليها، ونعلم عن الهرة التي أدخلت المرأة نار جهنم، وسقيا الكلب العطش التي فاز بها الرجل.
في كتابي “لا ترم قشر الموز” تناولت قطعة قديمة من كتاب المطالعة عنوانها “الرفق بالحيوان” وعالجتها بصورة تحاكي الواقع الحالي، وباختصار اتضح في القصة أن المعلم الذي يلقن التلاميذ الرفق بالحيوان كان يحرص على إيذاء أحد التلاميذ بمناسبة ومن دون مناسبة، قد يكون ذلك المعلم وهو “شخصية خيالية” شب على إيذاء الحيوانات.
انني أدعو إلى سرعة إنشاء جمعية للرفق بالحيوان وإلى تجريم إيذائها، وأطالب بمنع مصارعة الكلاب وأي نوع يماثلها، فنحن لم نتأذ من هذه الحيوانات بقدر ما أصابنا الأذى من بعض بني البشر، وأجزم أننا نرحم الضعفاء من كل الكائنات.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط