طالب الأخ الكريم صالح السنيدي وزير الثقافة والإعلام بأن تكون القنوات السعودية الأربع أرضية كما هي فضائية، لتخدم أكبر شريحة من سكان السعودية، وأضم صوتي لصوت صالح، ولعل الوزير يجتهد في هذا الشأن مضيفاً إليه الاهتمام بزيادة مساحة تغطية البث الإذاعي ومطالبتي السابقة بأن تخصص إذاعات الـ”أف أم” للطوارئ والتوعية، ولست متفائلاً كثيراً بهذه المطالبة، لأنها ليست الأولى من نوعها… ولم ينجح أحد. حيث إن الوزير مشغول بقضايا عدة، وكثير من القرارات التي صدرت في الماضي لتطوير الأعلام الرسمي والثقافة بقيت حبيسة الأدراج، والقائمة طويلة. وتجد الجهات الحكومية التي تشتكي طوال السنة من الموازنات والبند الذي لا يسمح تأتي آخر السنة المالية لتصرف ما تبقى لديها بأسرع طريقة حتى لا تخصم من الموازنة المقبلة. قد يرى بعض الناس أننا نطالب وزير الثقافة بالكثير في وقت يسير، ومثل هؤلاء يتناسون فترة الركود الماضية الطويلة.
الأخ الكريم عاصم مصطفى حلمي من جدة بعث برسالة مؤلمة عن حال المرضى النفسيين مع الأدوية المخصصة لهم، وكيف أن بعض المستشفيات الخاصة ترفض صرف الدواء على رغم توافر الوصفة الطبية، لأن الوصفة جاءت من خارج المستشفى، وعندما حاول أهل المريض معهم نظراً لحاجته الماسة والدفع “كاش” قيل لهم: “اننا لم نفتحها مستودعاً خيرياً”.
يا عزيزي الطب تحول إلى تجارة منذ زمن طويل، والذي وضع الحجر الأساس لهذا التوجه هو وزارة الصحة منذ عقود، وتجد أن من يقولك لك أنهم لم يفتحوه مستودعاً خيرياً، يصف مستشفاه في الإعلان بأفضل الأوصاف من الرعاية والاهتمام بالصحة والمرضى، واهتمامهم الحقيقي هو بما في محفظتك فقط لا غير، ولو نازع إنسان على رصيف المستشفى لبحثوا أول ما يبحثون عن بطاقات الائتمان في جيوبه، ويبدو أنه يجب علينا وضع محفظة النقود في الجيب العلوي بجوار القلب المثقل. بعض الأطباء أصحاب المستشفيات ومثيلاتها تحولوا إلى تجار سماعتهم تتحسس نبض الرصيد، وقد حارب وزير سابق لمصلحة الأطباء التجارية وهذه هي النتيجة. بقية ما جاء في رسالتك سأطرحه بصورة أشمل مستقبلاً… (موعد مثل مواعيد المستشفيات الحكومية!!).
الأخ الكريم “أبو مشعل” بعث برسالة بدأها بإشادة وأنهاها “بعتاب شديد”، وهو يريد الإصرار على مواصلة طرح قضية “حروب الشوارع” التي خلفت في مجتمعنا قتلى ومعوقين. أتصور يا أخي الكريم أن أكثر ما يكتبه الكاتب هو عن الحوادث المرورية، كتبت من دون مبالغة مئات وغيري كتب الآلاف، الحرف لا يمكنه إيقاف السرعة والتهور وتراخي جهاز المرور، والأمر بحاجة إلى استخدام السلطان بحزم واستمرار. الحوادث المرورية تحولت إلى مشاهد للفرجة، يترجل الناس بفضول للتفرج على “حكاية حادث” يسرعون بسياراتهم لروايتها، يقول الحكواتي الأول: “والله يا حادث اليوم شفته” ويرد الحكواتي الثاني: “لااا… الحادث الرهيب هو اللي شفته أنا”. وقبل أيام مكثنا في سياراتنا قرابة الساعة في طريق الأمير عبد الله، وحدثنا أنفسنا أنه وقع حادث كبير، وكان كبيراً، سيارات شبابية تحولت إلى عجين، والناس مشغولون برواية المشهد بالجوال، أما المرور فلا نقول له سوى كيف الحال؟!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط