أضلاع مكسورة كثيرة بسبب الحوادث المرورية، حدثت مأساة في عقبة ضلع جنوب السعودية، وهي مأساة متكررة فيها وفي أنحاء متفرقة من بلادنا من الجنوب إلى الشمال، الأمر اللافت للنظر في قضية ضلع هو اتجاه المتضررين وأهالي الضحايا إلى مقاضاة وزارة النقل، تصور لو أن المتضررين من جهة حكومية ما يجتمعون ويرفعون قضية عليها؟ دعونا من أحلام اليقظة هذه ولنتحدث عن الأفعى.
في الشمال أفعى سوداء تسمى الطريق الدولي، تلدغ العشرات يومياً، كتب عنها الكثير، وصفة “الدولي” لهذا الطريق العجوز لم تأت من مواصفاته الدولية بل من كونه منفذاً إلى دول الجوار من الناحية الشمالية. كتب لي زميل في الصحافة عن رحلة سياحية برية قام بها مع رفيق له قبل فترة بسيطة، وعندما يرسل بعض الزملاء إليّ مطالبين بالكتابة عن هذا الشأن أو ذاك أعلم أن الصحيفة التي أكتب فيها تنشر ما لا تنشره صحف أخرى، فأحمد الله تعالى أولاً وأخيراً، ثم أقدر جهود زملائي في “الحياة” حق التقدير.
بدأت رحلة الزميل البرية من الرياض واتخذت مسارها إلى المحطات الآتية: الأردن، سورية، لبنان، ثم سورية، تركيا، أرمينيا، ثم العودة، كانت العودة في وسط موسم الأمطار وشاهد الزميل مع رفيقه كيف قطعت السيول الطريق الدولي في شمال المملكة، وكيف أصبحت عشرات السيارات عبارة عن مشاريع توابيت حديد انقطعت السبل بركابها، اقرأ معي رواية شاهد العيان “أكثر من ستة انقطاعات عطلت أكثر من 1000 ألف سيارة على الأقل من شاحنات وباصات وسيارات صغيرة.
الفاجعة أن لا احد من الأجهزة يوجد في تلك المنطقة، جلسنا لأكثر من ست ساعات من دون جهاز خدمي واحد يقف على هذه الحادثة، من جهة رفحاء
سيارات غرقى، نساء في باص يغطيهن الماء، صرخات استنجاد لا يجيبها سوى الصدى”. انتهى.
هذه حال الطريق الدولي في مواسم الأمطار وهذا هو الانطباع الأخير الذي يترسخ في أذهان المسافرين عن السعودية، ومثل هذه المآسي لم تجد طريقها للإعلام في الوقت المناسب ليتم التعرف على حجمها وضررها لأنها منطقة نائية! وطوال السنة يقتل هذا الطريق العشرات من المواطنين والحجاج والمعتمرين وما زال يسمى دولياً. سألت زميلي الذي قطع آلاف الكيلومترات من السعودية إلى أرمينيا، في قائمة أسوأ الطرق التي مر بها في رحلته البرية أين يضع هذا الطريق؟ فأجاب في المرتبة الثانية، أسوأ الطرق عندنا بعد الطرق في سورية، والشاهد طريق الشمال الدولي، بمعنى أن الطرق في الأردن وتركيا وأرمينيا أفضل منه، وإذا استثنينا تركيا نعلم جيداً الأحوال الاقتصادية في الأردن وأرمينيا وهي ما لا يمكن مقارنتها بأحوالنا الاقتصادية. فيا أهلنا في الشمال انضموا إلى أهلنا في الجنوب وشاركوا في رفع القضية على وزارة النقل لتعيد النظر في أولوياتها، ولتكن حياة البشر وسلامتهم في أعلى السلم الحكومي وتعتبر حالة طارئة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط