إيران وإسرائيل… لكلٍّ سلاحه

إذا قال شمعون بيريز إن هناك تقدماً «حقيقياً» في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فاعلم أنه تقدم لمصلحة إسرائيل 100 في المئة، وسلعة «تحريك» المفاوضات التي يتجول لتسويقها وزير الخارجية الأميركي هي سلعة وهمية، والأساطير أكثر منها واقعية وإمكانية تحقيق، إنها مضيعة للوقت، أما الدليل فهو تاريخ طويل من المفاوضات، لأجل مفاوضات مع زيادة رقعة الاستيطان واستهداف المقدسات في فلسطين. لكن التقدم «الحقيقي» بحسب بيريز هذه المرة يأتي مع جهود إسرائيلية، لاقتلاع السكان العرب من صحراء النقب! والقبول «العربي» بتحريك المفاوضات وسط كل هذه الفوضى العربية هو هدية لإسرائيل، لن ينتج منها إلا مزيد من تحسين صورتها لدى العالم، فهي كما تروّج واحة الديموقراطية وسط عالم الديكتاتوريات العربية، لكن لا أحد ينبش عن عنصريتها وتطهيرها العرقي وتأسيسها على الأشلاء والحقوق المسلوبة.
بيريز أو «صديقي العزيز» كما وصفه الرئيس المصري المعزول، هو من دهاة السياسة الإسرائيلية، وأكثرهم خبثاً، وضع عدداً من الساسة العرب في إبطه فترة من الزمن، ولا يمكن أن يصرح بتقدم حقيقي عبثاً. لكن وسط هذا الاهتمام الكبير بجولة كيري، وما تخفيه حقيبة يحرص على حملها بنفسه، مرّ خبر مهم مرور الكرام، وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يصرح أن العراق غير قادر على منع وصول الأسلحة الإيرانية إلى سورية، ويتحدث عن انعدام الوسائل لدى العراق، بل ويطالب المجتمع الدولي أو الغربي تحديداً بإيقاف نقل هذه الأسلحة، ما دام أنه يؤكدها.
دعوة صريحة للتدخل الدولي لمنع وصول الأسلحة الإيرانية من طريق سماء العراق، لكنها لم تجد اهتماماً يذكر من الإعلام الدولي ولا مجلس الأمن، ولو خصص الساسة العرب المنشغلون الآن بتحركات «كيري» وقتهم وجهودهم لمنع تدفق الأسلحة الإيرانية وإعلان وقف إطلاق النار في سورية لكان أفضل لهم وللشعوب العربية بخاصة أولئك الذين وقعوا بين فكي الرحى من السوريين في الداخل ووسط الملاجئ المزدحمة في دول مجاورة.
الأكثر تحقيقاً للمكاسب مما يجري في المنطقة العربية، هما إسرائيل أولاً وإيران ثانياً، لذلك هما في تنافس، كل على طريقته، وبسلاحهما المفضل يقتسمان الغنيمة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على إيران وإسرائيل… لكلٍّ سلاحه

  1. بن غانم كتب:

    لاشك يابو احمد ان كل واحد يسعى لانجاح مساعيه وتحقيق انتصارات لبلده ولا يلام بيريز في ذلك
    المهم هو ماذا فعل العرب بالمقابل .
    لا تتوقع من مسئول غربي ان يكون منصفا للجميع ، منذ بدأت القضية الفلسطينية ونحن نحاول ان نقنع انفسنا بان مسئولاً غريبا قد يكون عادلاً في مقترحاته منذ جولات كسنجر المكوكية حتى يومنا هذا .
    مما جعلنا نندم على رفض مقترحات سابقة ..اسرائيل الان في قمة سعادتها مما يحدث للعرب .فلن يزيدهم ذلك الا ضعفا وتدميرا ….وكاني بهم يقولون عن العرب فخار يكسر بعضه
    مشكله الحكام العرب ان شعوبهم اكثر نضجاووعيا وادراكا للواقع منهم و…….

التعليقات مغلقة.