مطلوب عيدية

في الوقت الذي ينتظر فيه الموظفون حصد زيادة الرواتب في هذا الشهر الكريم، يترقب آخرون النظر في مطالبهم، صغار الموظفين في شركة أرامكو العملاقة هم أول المترقبين، والشركة التي حصل رئيسها على جائزة دولية أخيراً لم تتفاعل مع مطالب صغار الموظفين، ويعتقد البعض أن جميع الموظفين في شركة أرامكو يحصلون على رواتب ومميزات مرتفعة، وهذا أمر غير دقيق، ولعل فرح الرئيس ومعه وزير النفط بالجائزة يدفعهما لتعميم الفرح على بقية موظفي الشركة.
في قائمة المنتظرين أيضاً طلبة الامتياز في كلية الطب، هؤلاء تم خفض مكافآتهم بقرار من مجلس التعليم العالي، وبعد أن تحرك الطلبة، وكتبوا واشتكوا هنا وهناك، نشرت “الحياة” خبراً أفرحهم، قال الخبر إن مجلس التعليم العالي بصدد الإبقاء على المكافآت على وضعها السابق، فهدأت النفوس وقرت العيون كما يقول لي أحد الطلبة في رسالة تذكير، بل إن الاطمئنان وصل حده في نفوسهم عندما صدر قرار زيادة رواتب الموظفين، ما يعني أن هناك رغبة وتوجيهاً أعلى بتحسين أوضاع المواطنين اقتصادياً، لكن قاصمة الظهر، والتشبيه للطالب، أن طلبة الامتياز في جامعة الملك سعود الذين تسلّموا أولى المكافآت لم يتسلموا سوى مبلغ ستة آلاف ريال فقط لا غير، ولست أعلم هل بدأ تطبيق القرار الذي قيل انه تم التراجع عنه؟! ويقارن طالب الطب ما يحصل عليه بما يحصل عليه زملاؤه في دولة الإمارات، الذين تبلغ مكافآتهم 14 ألف درهم، ويضيف انهم لا يريدون المساواة بهم بل ابقاء الوضع كما كان.
وفي قائمة المنتظرين طلبة الجامعة ومكافآتهم المتدنية، والتي لا تتناسب على الإطلاق مع زيادة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً أن كثيراً منهم مغترب عن أهله، وأتذكر تحقيقاً لهذه الجريدة عن أوضاع الطلبة قال فيه أحدهم انه يصاب بالجوع في آخر الشهر من ضيق ذات اليد! يحدث هذا في بلادنا، وهو تحقيق صحافي مر مرور الكرام، وفي طياته كما شعرت الصدق، ولو أنه توافر لدي الآن لأعدت نشرة.
من حق كل هؤلاء وغيرهم أن يفرحوا، وأن يتم زيادة “مداخيلهم”، من حقهم على الحكومة أن تحافظ على كرامتهم، وما الذي يمنع من أن تقدم لهم هدية العيد؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.