لجنة الطيور المهاجرة

بائع الطيور الآسيوي حزين، لانخفاض الطلب على طيوره، وهو يشكو من أن بقاءها في دكانه يزيد من نسبة نفوقها الطبيعي، لكن مستشاري لشؤون سوق الحمام والصقور يقول إن حراج يوم الجمعة في هذه السوق على أشده، والازدحام هو السمة الغالبة لهذا اليوم، خصوصاً في وقت العصر، لاحظ صديقي أن عدد المستخدمين للجهاز الشعبي للوقاية المسمى “اللطمة” قد ازداد عن ذي قبل، و “اللطمة” هي لف الشماغ أو الغترة على الوجه والأنف لمن لا يعرفها، وهي تعتبر من أدوات الوقاية عند السعوديين، إضافة إلى ذلك تستخدم أيضاً لمنع انتشار العدوى في حال الإصابة بالزكام، ويقول صديقي إن “اللطمة” ازداد استخدامها في الشوارع، لأسباب أخرى غير وباء “أنفلونزا الطيور”، مثلاً بسبب تكاثر بحيرات الصرف الصحي في بعض الأحياء، ومثلاً آخر في صالات الأسهم الغاصة بالمتداولين والمتفرجين في المصارف المتخمة بالمال، فمع التوتر النفسي والانفعال يزداد إفراز العرق و “خشمك ما يشوف الهواء النظيف”، واللطمة أيضاً من أدوات التدفئة في فصل الشتاء، والخطورة تكمن في استخدامها للتنكر، وأتوقع أن الشباب “الصيّع” الذين روّعوا أهالي مدينة الرياض عند محاولتهم خطف فتاة، وهي تمشي في أمان الله مع والدها كانوا “متلطمين”، وهكذا نرى أن “اللطمة” سلاح ذو حدين.
ومن أطرف ما قرأت أن الجهات المعنية بمتابعة وباء “أنفلونزا الطيور” شكلت لجنة لمتابعة ورصد الطيور المهاجرة، ولك أن تتخيل أعضاء هذه اللجنة الموقرة، وهو يلاحقون الطيور المهاجرة حول كل “نقعة” ماء، ومن الظاهر أنها لجنة ميدانية وأدواتها ليست فقط القلم والحاسب، لا بد من أنه وفر لها” الشوزن” و “أم صتمة”، حتى تستطيع إقناع الطيور المهاجرة بالتوقف والخضوع للفحص والتأكد من سلامتها لمواصلة الرحلة، ومن المتوقع أيضاً أن الأعضاء سيكونون من “المتلطمين”، ولا بد من أن يجدوا وسيلة مناسبة للتفاهم، وهم على هذا الوضع.
وتابعنا سوياً حالة المواطن الذي ابلغ عن حمامة ميتة تجاوباً منه مع حث الجهات المختصة على التعاون، ولم يجد الاستجابة المقنعة، ومع هذا نتمنى للجهات المعنية النجاح في القيام بواجبها، ونشد على أيدي العاملين فيها “متلطمين” كانوا أم “منسفين” غترهم، ولا نطالبها سوى بالشفافية وإعلان المستجدات في وقتها والتعامل مع الجمهور والوباء بواقعية مسؤولة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.