نصف مليون حساب

من السهل القول إننا مستهدفون، أيضاً ليس من الصعب معرفة أسباب الاستهداف، لكن كل هذا لن يفيد وحده، بمعنى أن التحذير من حسابات مشبوهة في «تويتر» أو غيره لن يحقق الفائدة المرجوة إذا لم يترجم إلى فعل مواجهة إيجابي واضح المعالم يكون فيه الكل شركاء، مثل هذا الفعل يحتاج إلى تشخيص ثغرات الاستهداف وأين ولماذا استطاع التغلغل والتأثير؟

في ما عدا الرقم لم تكن هناك مفاجأة في إعلان وزارة الداخلية أن هناك حسابات مشبوهة في «تويتر» وتدار عن بعد، لأن هذا الواقع مشاهد لكل من عرف شبكات التواصل الاجتماعي، ومعها وسائل إعلام أخرى، وخصوصية «تويتر» كونه موقعاً لتناقل الأخبار والتفاعل معها، يتحول فيه «الإنسان» إلى مستخدم، إلى مراسل ومعلّق وخبير أحياناً، هذه الحالة الافتراضية تستهدف الواقع، وهي قادرة على إحداث شروخ. وإذا اتفقنا أن التحذير من المشبوه غير كافٍ، كيف لنا مواجهة ذلك؟

إن أولى الخطوات هي معرفة الأسباب، ثم وضع الحلول لها، لا يمكن لحسابات مشبوهة تدار من أفراد أو جماعات أو حتى دول ودوائر استخبارات التأثير إذا لم تجد فراغات تملؤها، هذه الفراغات فيها الكثير من الآمال والآلام وهي ما يجب العمل على إصلاحها، ثم إن وضع أولويات للأهم فالمهم ضرورة، وفي مقابل سرعة شبكات التواصل الاجتماعي على الجمع والتفريق هناك بطء حكومي في التصدي.

ولا يمكن إلا استنتاج أن أكبر ثغرة يمكن الاستهداف من خلالها هي الفساد، وزاد الطين بلة أن مواجهته تحولت إلى مواجهة إعلامية لا غير، مما زاد من أثره السلبي، أرى أن الفساد في صدارة الثغرات، وفي التصدي الناجح له حلول لقضايا أخرى مثل الفقر والبطالة وعقبات التنمية مع توفير الفرص بعدالة للجميع، هذا ما يضع ثغرات الاستهداف ويقلل من تأثير خطرها، أما التحذيرات وحدها فلن تحقق شيئاً يذكر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على نصف مليون حساب

  1. اسمح لي اقتبس ” الزبدة ” اللي لو حصل 10 اجتماعات لعشر لجان ما أوصوا بها :

    “لا يمكن لحسابات مشبوهة تدار من أفراد أو جماعات أو حتى دول ودوائر استخبارات التأثير إذا لم تجد فراغات تملؤها، هذه الفراغات فيها الكثير من الآمال والآلام وهي ما يجب العمل على إصلاحها، ثم إن وضع أولويات للأهم فالمهم ضرورة، وفي مقابل سرعة شبكات التواصل الاجتماعي على الجمع والتفريق هناك بطء حكومي في التصدي.

    تحية لك

التعليقات مغلقة.