المجد للدجاج

دُهش المواطن  من الحملة الإعلانية لوزارة الصحة عن الدواجن، الحملة التي نراها في شوارع الرياض تقول: “أخي المواطن… الدواجن والبيض آمنة من أنفلونزا الطيور”، سبب الاندهاش هو الحيرة! فهل تغيرت اختصاصات الوزارة؟ هل أصبحت وزارة صحة الدواجن والبيض؟ لتؤكد خلوها من الإصابة بهذا المرض، ثم هل فحصت هذه الوزارة جميع قطعان الدجاج وبيضها لتجزم بخلوها من هذا الوباء، هل لديها الإمكانات لمثل ذلك؟ وحتى لو فكرنا بأن الإعلانات موجهة للدواجن الوافدة أو للطيور المهاجرة التي تبحث عن موقع لتحط عليه، لو خلصنا إلى ذلك فنحن لا نزال في المربع الأول نفسه، ما علاقة وزارة الصحة بالبيض والدواجن؟
 بل إن السؤال الكبير يقول كيف انزلقت وزارة مثل الصحة إلى هذا الجرف الإعلاني المثير للضحك والمولد لأسئلة بعدد البيض والدجاج الخالي من “أنفلونزا الطيور”، بالتأكيد أن الرسالة واضحة، إذ وجهت إلى أخي وأخيك المواطن، حسناً هل تعتقد أن منبع ذلك هو الحرص على المواطن أم على الدواجن؟ نحن نعلم أن وزارة الصحة انطبق عليها المثل الشعبي الذي يقول: “عساها بحملها تثور”، ولو قامت بواجباتها على أكمل وجه لضربنا لها تحية سلام في الصباح والمساء، وقلنا إن الفائض من الرعاية ذهب إلى الدواجن، لكننا نعلم أن الدواجن والبيطرة هي من مهام وزارة الزراعة، وهذه الوزارة هي المعنية بكل ما يتعلق بـ “أنفلونزا الطيور”، لأنها ما زالت ولله الحمد، في مناقير الطيور البعيدة، فما الذي دفع وزارة صحتنا الموقرة إلى هذا الاهتمام الكبير بالترويج للبيض والدواجن؟ لو كان الغرض هو طمأنة المواطن، يمكن لها أن تقول: “بلادنا خالية من أنفلونزا الطيور”، لكن الدواجن وبيضها هي حجر الزاوية.
 هنا نقول: المجد للدجاج الذي استطاع أن يدفع وزارة الصحة لربط اسمها بالبيض والدواجن، لا بد من أنها دواجن سمينة ومؤثرة ولها حضور قوي وقوقأة تصم الآذان، وفي مقابل مثل هذه التجاوزات المضحكة بل والمحرجة في التخصصات، وهذا المطب الوزاري، نرى عدداً كبيراً من الجهات الحكومية تتحصن بالعبارة الشهيرة “هذا ليس من اختصاصنا”.
 وزارة الصحة أخطأت في حق نفسها وسمعتها بربط اسمها بالدواجن وهذا لا ينطلي على المواطن، وليس لنا سوى القول: “المجد للدجاج والدواجن”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.