(استدعاء العروبة)

كان الحضور القوي للجزائر في كأس العالم لكرة القدم موحداً للعرب أمام الشاشات وفي المدرجات، على الأقل تجمعهم مشاركات العرب الكروية «عالمياً» وتفرقهم السياسة، على رغم أن الخطر المحدق يستهدفهم جميعاً.

أحرق القوميون العروبة استخداماً، وثبت لاحقاً أن استخدامهم لها كان وسيلة للوصول إلى السلطة ثم التمسك بها، ومن ديكتاتورية الحزب إلى ديكتاتورية الفرد، لكن سوء الاستخدام هذا والتسلق على العروبة كحضن جامع يحسب سلباً على من أساء استخدامها، وهي بريئة منه، والعروبة التي يحتاجها الرجل المريض الآن أو العالم العربي الممدد على طاولة التشريح وحوله كثير من الذئاب والضباع هي العروبة الجامعة، العرب هم مادة الإسلام، والعروبة تحتضن الإسلام وتحيّد الطائفية.

لم يقف سداً أمام تصدير الثورة الإيرانية ومحاولات الهيمنة على العراق سوى التمسك بالعروبة ممزوجة بالوطنية، فهي التي جمعت ما تفرقه الطائفية، وكلما استطاعت إيران سحب الصراع إلى ساحة الطائفية نجحت في تحقيق أهدافها، وكلما تم إفشال ذلك هزمت مخططاتها، والصراع مع إيران صراع سياسي، تستخدم فيه كل الأدوات، وأفضل أداة لخلخلة الجسد العربي سلاح الطائفية، من دونه لا سلاح لدى إيران في الداخل العربي.

لا شك في أن إيران تتمدد في المنطقة كما تمددت إسرائيل، إيران تتقدم مرة بالنعومة ومرة بالخشونة، المستمر أنها تتقدم، لكن ما يغذي هذا التقدم استغلال الطائفية، والتجاوب مع هذا الاستغلال في الداخل العربي، والعروبة لا تعني الفوقية على العرقيات الأخرى في العالم العربي، وهو ما يجب تأكيده بنزع الشوائب من سلبيات عنصرية قامت عليها تجارب انتهازية فشلت وأدت إلى هذا التشويه، ولنا في السابق حضارة عربية إسلامية متسامحة جمعت واحتضنت الكل خير نموذج.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على (استدعاء العروبة)

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسعدت صباحا ومساءا
    أوافقك في كل ما تفضلت به
    بإستثناء جملة ” والعروبة تحتضن الإسلام ”
    فالعكس هو الصحيح
    فالإسلام جمع العربي بغير العربي
    وجاء في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
    لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض – : إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ”
    اذا فالإسلام هو الذي احتضن العروبة وليس العكس
    فهناك من الفاتحين الذي نشروا الإسلام شرقا وغربا وشمالا ” من غير العرب”
    ولا تنس الفارسي سلمان .. و الحبشي بلالاً و الرومي صهيبا و غيرهم
    لك التحية
    وآمل تقبل الملاحظة بصدر شمالي

التعليقات مغلقة.