إذا كان “ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب” فبم يوصف تأنيب الحبيب؟ يمكن وصفه برمي الزهور وبخ العطور، رئيس الولايات المتحدة أنب مجرم الحرب شارون وطالبه بخفض وزنه الثقيل. حماسة بوش ولهفته جاءت بسبب جلطة في الدماغ، المشكلة أن بوش المشهور بالأخطاء المدمرة لم ينتبه لجلطة الضمير المصاب بها شارون، ولا يمكن الاستغراب، والسبب أن بوش يعتمد على معطيات استخباراته، وهو أيضاً اعترف بخطأ غزو العراق وأحال المسؤولية على معلومات المخابرات، ربما يحيلها غداً على بعض الإعلاميين والمحللين العرب الذين شاركوا في زفة الغزو واستماتوا في تبريره، ولا جديد لدينا فنحن “خابرين” بوش الذي “خابر” شارون ليطمئن على صحته ويؤنبه على إفراطه في الأكل، فهو لا يرى إفراطه في القتل والاغتيالات والقصف.
هنا نخرج من نظرية المؤامرة إلى نظرية الحضانة، الأم لديها ولد مدلل و “تخين”، يحب الإفراط في أكل الطعام، ولك أن تتخيل طعاماً لشارون بتاريخه المترع بالدماء، وهو ابن مدلل لا يرد له طلب، ولا يمكن لأحد أن يفرض عليه الانصياع لقرار، لا مجلس أمن ولا مجلس أمهات، وبحسب نظرية الحضانة فإن الأم لا ترى في قنابل ابنها النووية سوى ألعاب أطفال، ولأنه سمين لا بد أن يكون لديه عدد من القنابل بحجمه المفرط، فهو يصرخ ويتشكي ويعلو صوته، عندما يعلم أن أحداً يفكر في الحصول على لعبة مثيلة للعبته المدمرة، ولأن الأم مهمومة بمشكلات كثيرة وغاصت قدماها في برك موحلة لأجل خاطر عيون الحبيب، فقد أعطت جارتها “الاتحاد الأوروبي”، بعضاً من مسؤولية الابن المدلل المنتفخ، لذلك شاهدنا ممثل هذا الاتحاد يطالب الفصائل الفلسطينية بالاعتراف غير المنقوص بمن استعمر بلادهم وقتل رجالهم وشرد أطفالهم قبل كل شيء، يطالبهم بالاعتراف وهم تحت القصف والغارات والاغتيالات، عملاً بالنظام العالمي الجديد “اعترف أحسن لك”.
ونظرية الحضانة تقول إن مشروع الشرق الأوسط “السمين” تم تفصيله وخياطته على مقاس “الابن التخين”، وكل من يقوم بملاعبته والتقرب منه ينال رضا الأم الحنون وجارياتها النوويات، وبحسب هذه النظرية فإن كراهية الابن المدلل أو انتقاد تصرفاته والمطالبة بردعه شكل من أشكال دعم الإرهاب والعداء للسامية، عين الأم زائغة عما يفعل وليدها، فهو إذا كسر رأس احد نبهتنا إلى شطارته، فهل تلام أم على حبها لابنها وقلقها على صحته، أم يلام من يروج لسياساتها؟!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط