العائلة السعودية

خبر عجيب وصاعق ما نشرته “الحياة” يوم الأربعاء، عائلة سعودية تسرق العمال!؟ صورة المرأة والعائلة السعودية لا تزال في أذهاننا طيبة، يظهر أن الحادثة العجيبة ستقلب هذه الصورة من أسفلها إلى أعلاها، أم وابنها وخالة وابن أختها يستدرجون العمال السباكين والكهربائيين ثم يسرقونهم، أصبحت المتلفلفة بالعباءة السوداء خطراً، كان الناس يطمئنون إلى المركبة التي تحتضن عائلة فيتعاملون معها بأدب وأمان، وقبل خبر تلك العائلة بيوم نُشر خبر في أكثر من صحيفة محلية عن القبض على امرأة سعودية وأبنائها، وهم يمارسون النصب المساهماتي، لجأت “سيدة الأعمال” إلى ما لجأ إليه  أصحاب المساهمات سيئة الذكر من “سوا” إلى التمور وهلمّ جرّا، وعندما أشرت في مقال سابق إلى أحوال مساهمي جزر البندقية أو الدريبي توالت الاتصالات والرسائل الكل يبحث عن خبر أو علم جديد، والخبر اليقين لدى الجهة الرسمية المختصة، لكنها لا تريد أن تتحدث ولا أن تستجيب لنداءات الصحافة والمتضررين من دون سبب مقنع! هذا جانب، ومن جانب آخر، في طريق الملك عبدالله في الرياض فرع لأحد المصارف الجديدة، نهاية هذا الأسبوع الازدحام على أبوابه لا يعقل، وبلغني أن فروعاً أخرى استنجدت بالأمن لترتيب الازدحام، الأمر ليست له علاقة باكتتاب “ينساب” الذي فاض بالمكتتبين، بل بأمر أبسط، هو طرح المصرف صناديق استثمار في الأسهم بسعر ريال واحد، الازدحام أجبر موظفيه الذين كانوا قبل أيام يستجْدُون العملاء… أجبرهم على إقفال هواتفهم النقالة، منذ زمن طويل ونحن نطالب بالالتفات إلى شريحة “ذوي الدخل المحدود” وفتح القنوات الاستثمارية لمداخيلهم الصغيرة، أكثرت من الكتابة عن تجزئة الأسهم وخفض الاكتتابات إلى ريال واحد ولا من استجابة، إلى أين يفضي بنا استمرار هذا الواقع، ربما سيزداد عدد العائلات التي تمارس السرقة بتلك الصورة المضحكة المبكية، حتى أن صديقي علق بسخرية قائلاً: يظهر أنهم يريدون إنشاء “شركات” عائلية على طريقتهم!
لماذا كل هذا الانتظار في فتح القنوات للصغار؟ هل لأن المصارف متخمة، ولم تعد تلتفت إلى أصحاب الدخول الصغيرة؟ وما أثُر ذلك في المجتمع وعلى العائلة السعودية؟ ألسنا نفاخر بالعائلة السعودية والمواطن السعودي؟ وهل ستتسع دائرة الفقر والحوادث الإجرامية فيفكر البعض وقتها بطرح استراتيجيات جديدة؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.