لا تمرضن

يستغرب الإنسان كيف يمكن لأحد أن يوقع بعض التعاميم، هل يتم توقيعها من دون قراءة، مثل اتفاقات الإذعان التي أشرت إليها يوم الأربعاء الماضي؟ ربما. تعميم نشرته جريدة الوطن صادر من كلية التربية للبنات القسم الأدبي في الطائف، ملخصه يقول للطالبات لا تمرضن! ولن تقبل أعذار الغياب إلا بعد تأكيد واعتماد من طبيبة الوحدة الصحية، أو طبيبة الكلية!
قائمة الأمراض التي حواها التعميم طويلة تصل الى نحو 15، ولو أن من وقعت التعميم وضعت حلولاً لمن تشتكي من مرض أو أكثر، لقلنا ان الأمر معقول، لكنه أو لكنها لم تضع حلاً واحداً. سأحاول هنا اقتراح بعض الحلول لبعض الأمراض، مستنداً إلى تعميم الـ15 مرضاً.
آلام المعدة … من المعروف أن المعدة بيت الداء، وقد تكون من الأسباب الرئيسة لغياب الطالبات، ومن غير المعقول أن تكون طالبة في الكلية لا تعلم أن المعدة بيت الداء، فعلى كل طالبة التفاهم مع معدتها، وإذا حصل سوء فهم فيفضل الصيام.
القولون العصبي… هذا من الأمراض الوهمية الهلامية، والتعذر بالإصابة به يشير إلى أن الطالبة لديها موقف سلبي من الدكتورة، أو المنهج أو ادارة الكلية، وهذا لا يجوز للطالبة النجيبة، فعليها أن تتقبل كلاً على علاته عندها سيتحول القولون العصبي إلى يقولون عصبي.
آلام الأسنان… هنا أقترح على من اعتمد التعميم وضع اصبعه في فم كل طالبة تشتكي من أسنانها، ربما سيجد الجواب الشافي.
التهاب الحلق… سبب هذا المرض هو “الحش” في ادارة الكلية وطاقم التدريس، تذكري عزيزتي الطالبة الصمت حكمة.
آلام الظهر والمفاصل… كثرة الجلوس على مقاعد الكلية هي السبب. في الوقوف حركة وحيوية وعلاج للظهر أما للمفاصل فيفضل الجلوس!.
قائمة الأمراض كثيرة وأطرفها جاء كالتالي:
ارتفاع درجة الحرارة إلا إذا تجاوزت 38.5 مع إعياء واضح… على كل طالبة أن تضع في فمها طوال الدراسة مقياس لحرارتها، ويجب أن يكون المقياس معتمداً من الكلية مثله مثل تقارير المستشفيات الخارجية، وربما تخترع الكلية مقياساً حده الأعلى 38 درجة إمعاناً في القسوة.
استغلال التقارير الطبية سلبياً للغياب عن الدراسة، لا يعالج بهذا الشكل القراقوشي، الأصل في الأمر هو أن تكون الطالبة بصحة جيدة، حتى ولو نامت في المنزل، وفلسفة “الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح” التي أصبحت من سمات بعض الجهات الحكومية لا يمكن أن تطبق على صحة البشر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.