مصالحات عربية

النجاح في ردم هوة الخلافات بين دول عربية احتاج ويحتاج إلى جهود كبيرة مضنية ومستمرة، خصوصاً مع وضع معقد كالوضع العربي المحزن، ودخول أطراف إقليمية ودولية على الخط لكل طرف منها أهدافه الخاصة، اضطلعت السعودية بهذا الجهد المشرف، وأصبحنا أمام واقع جديد معلن وموثق رسمياً، بين مصر وقطر وقبلها خلافات داخل مجلس التعاون، لم يبق سوى أن نلمس أثر هذه المصالحات في إيقاف النزف والعمل على مواجهة أخطار متزايدة بروح الفريق الواحد. لكن هذه «المبشرات» يجب ألا تشغلنا عن حاجات أساسية وتطلعات مشروعة للشعوب العربية، تلك الأسباب التي أطلقت شرارات «ربيع عربي» تحول بعد زمن قصير إلى حريق وفوضى، هذه الأسباب لا زالت كامنة، لم تعالج ويمكن إعادة إحيائها واستغلالها ممّن يريد ويستطيع. الوضع العربي بلغ من الهشاشة حدها الأدنى، والتقليل من الخسائر مقدم للوقوف وإصلاح ما فسد. «الربيع العربي» لم يكن ليكون لولا وجود الأرض الخصبة وهي لا زالت على حالها من الخصوبة، وإن اصطبغت بالدماء، بل ربما هي أكثر خصوبة من السابق.
وفي الوقت الذي يجب على جماعة الإخوان المسلمين في مصر أن تعيد النظر في أسلوب تعاملها مع واقع جديد في مصر يفترض بالحكومة المصرية أن تتقدم إلى الأمام وتفتح الأبواب لمصالحة مصرية شاملة، عندها يمكن تقليم أظافر الطموحات الإقليمية والدولية في الأرض العربية، ومن المؤكد أن «الإخوان» في مصر إذا اتخذوا مثل هذا القرار الصعب ستلحق بهم تنظيمات أخرى على نفس الخط في دول عربية مثل اليمن وليبيا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على مصالحات عربية

  1. MAHIR ALNABAWI كتب:

    التاريخ :29/12/2014م

    الاستاذ / عبدالعزيز السويد المحترم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة … وبعد ،،،

    بداية أنا من قرائك الدائمين وأستمتع بمعظم مواضيعك التى تلمس فيها حاجات الناس ومشاكلهم سواء كان ذلك مع القطاع الحكومي أو القطاع الخاص وأتابع باهتمام صرخاتك فى وجه كل مقصر واشاداتك بكل ماهو جميل وأنا بشخصي المتواضع أرى أن هذا هو دور الصحافه والصحافيين المخلصين و أنا هنا ياسيدي العزيز لى عندك ( طلبان ) .
    الأول التقطته اليوم من جريدتكم الموقره وبالتحديد فى الصفحه رقم 18 وفى ركن صغير منها موضوع يتحدث عن ( ضبط مستودع لتزوير بلد المنشأ لقطع غيار السيارات ) وهذا الموضوع جد خطير مثله مثل غش الأدوية أو المياه أو الأغذية لآنها كلها تتعامل مع حياة البشر وغش القطع يؤدي إلى كثير من الحوادث التى تحصل ونلوم بسببها ادارات المرور أو نظام ساهر ولا يتحدث أحد عن فرامل لا تفرمل أو فلتر لا يفلتر وذلك بسبب استخدام قطع غيار غير أصلية تدخل للبلاد و بطرق ملتوية وغير شرعية ولكنها تدخل ويربح من ورائها تجار كثر دون مبالاة أو وخزة ضمير لذا أرجو أن تتولى الكتابه عن هذا الموضوع .

    وأما الثاني فهو إذا كانت كل سبل ( الميديا) نتحدث فى نهاية العام عن أحداث مرت خلال العام ويعرضون مايعرف بحصاد العام فلماذا لا تفرد مقاله أو مقالتين أو أكثر فى بداية كل عام تعرض فيها كيف كانت استجابة الجهات التى توجهت إليها أو أشرت إليها فى مقالاتك لنعرف نحن القراء ( مواطنون و مقيمون ) كيف كانت تتجاوب تلك الجهات هل كان بالايجاب أم (بالتطنيش) خصوصاً وأنك تكتب لا لهوى فى نفسك و أنما لبعض الكمال وليس كله حتى يبقى هذا البلد رمزاً للعدل والنزاهة واحترام البشر الذين كرمهم رب العالمين من فوق سبع سماوات فقال تعالى ” لقد كرمنا بنى أدم ”

    نسأل الله جلت قدرته أن يحفظ لهذا البلد أمنه وأمانه وأن يرزق أهله من الثمرات وأن يحفظ البلد وقاداتها وأهلها كيد الكائدين وحسد الحسادين إنه ولى ذلك والقادر عليه .

    وشكراً

    ماهر النبوي
    مصرى مقيم بالسعودية

التعليقات مغلقة.