«كلاس» في معرض الكتاب

في مقابل الحرص على قراءة كتاب، هناك من هو أحرص على التصوير معه، «سلفي» مع كتّاب وكتب أصبح ظاهرة في معارض الكتاب كل عام، وهو أمر معقول إذا لم يَطْغَ الشكل على المضمون، لكنه طاغٍ في مجتمعنا.
تأليف الكتب في العالم العربي هو من صالح دور النشر أكثر منه لصالح المؤلف، بل إن الأخير يتضرر، ربما يكسب بعض الضوء الإعلامي الموقت ليس إلا! لكنه يتحول إلى ما يشبه المتسوّل يركض وراء صاحب دار النشر.
ومع قص شريط معرض الكتاب في الرياض لهذا العام، في «تويتر» لفت نظري الزميل عبدالله الكويليت رئيس تحرير مجلة «الفيصل» إلى رجل «وراق» له علاقة عميقة بالكتب ولا يذكر له صورة معها! أحمد عيسى كلاس شيخ يمني من القاطنين في السعودية منذ خمسة عقود، له إسهامات مهمة في إثراء مكتبة الملك فهد الوطنية بالكتب والمخطوطات، ومع ضعف أحواله الاقتصادية حيث عمل بائعاً في حراج ابن قاسم، قام أحمد كلاس بإهداء خمسة آلاف كتاب ومخطوطة لمكتبة الملك فهد عند تأسيسها. الآن يشكو هذا الرجل الكبير سناً و«عملاً» يشكو من المرض والحاجة، وفوق ذاك  إشكالات في تجديد إقامته بالسعودية نتيجة وفاة كفيله – يرحمه الله، كيف يغيب عن إدارة مكتبة الملك فهد الوطنية الوقوف معه في حالة عجزه وهو قد وقف معها في خطواتها الأولى.. لست أدرى! لكن أملي بالله تعالى ثم بمن يقدّر حق إكرام شيخ مسن بتاريخ ناصع مثل «كلاس» خدم الوطن، ليقيله من عثرته ويكرمه بما يستحق.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.