«مخشوم»

مع استيطان فايروس «كورونا في الإبل طبعاً بحسب الجهات الرسمية»، وقبله حضور هلع إنفلونزا الخنازير الذي لا ينسى، لم نرَ تغيراً يذكر في عادات اجتماعية لها دور معلن ومعلوم في انتقال العدوى.

فوجئت عند اتصال بصديق أن في صوته حشرجة وصعوبة نطق مع ضعف واضح، فكرت أنه في بلاد بعيدة، والوقت غير مناسب فاعتذرت، رد بسرعة مؤكداً أنه غير مسافر، لكنه «مخشوم» هكذا بحرف الخاء، قالها ضاحكاً، فضحكت، وأضاف أن قريباً له جاء من العمرة وأصر على السلام عليه «خشماً بخشم» من زود المحبة! ويظهر أنه لم يكن احتكاكاً سطحياً أو إيماء عن بعد، بل حشر تام لفايروس إنفلونزا من العيار الثقيل!

والحقيقة أننا لم نغير من عاداتنا في التحية والعناق وكثرة القبلات مع انتشار فايروسات ينتج منها وفيات، ومثلنا مثل الجهات الرسمية التي تبدأ بحملات توعية لأيام معدودات ثم تتوقف، وكأن المرض تلاشى، مع أن أكثر وسائل الإعلام «الرسمية» تشكو من فقر البرامج! وتقوم بالقص واللصق للوفاء بحاجة البث المستمر، لكن الأمر لا يقف عند هذا، فمن بعض الأطباء اكتشفت أن التراخي في الالتزام بشروط منع انتقال العدوى مع مخالطتهم لمرضى يومياً أيضاً منتشر بينهم، وبين سلسلة الطواقم الطبية، ربما هذا يعطي سبباً آخر لاستمرار استيطان «كورونا» في بلادنا أو مستشفياتنا، كانوا يقولون «السلام مصافح» للتخفيف على الناس، من يسلم ومن يتم السلام عليه، لندعو أن يكون السلام بالإشارة مع ابتسامة إذا استطعنا التطبيق.

 

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.