كنت أتوقع أن يحدث انتشار وسائل التواصل مع سهولة استخدامها انحساراً في عدد الفضولين و«المشافيح»، لكن الواقع خيّب ظني، الآن أصبحت أعتقد أن هذه الوسائل زادت من هذه السلوكيات السيئة، بل وقدمت لها طفرة متوالدة ونوعية.
وإذا لم يتدارك الفرد منا نفسه أمام سطوة وسائل التواصل وسوء استخدامها مع مخزونها الضخم المتوالد، سيتحول إلى ببغاء وهو لا يدري، إن نقل كل ما يصل إليه الفرد منا إلى آخرين لا معنى له، وتلاحظ أن بعض الناقلين في مختلف وسائل التواصل يعودون بعد دقائق إلى الاعتذار، نتيجة خطأ الاستعجال وعدم الاهتمام بالمضمون، وما مدى الفائدة أو التسلية حتى منه.
ويمكن القول إن وسائل التواصل استطاعت إنتاج شريحة يتزايد عددها في المجتمع تنقل أو تصور أي شيء للفت الانتباه، وإذا لم تعثر عليه صورت نفسها مع توابل تصيب بالغثيان أحياناً. لذلك – ويا للأسف- فإن سيادة التهريج في المجتمع في نمو وصدارة المهرجين في علو يمنحها لهم كل من ينقل من دون وعي بقيمة المنقول و«كما وصلني» مثل طائر الببغاء يردد كلمات لا يدرك معناها، لكنه مع ذلك يستمر في الترديد، ويبدي له بعض من حوله نظرات الإعجاب.