فكرت في هواية جديدة جمع وحفظ شعارات الوزارات «القديمة»، مثلما يفعل هواة جمع الطوابع والعملات، ربما يصبح لها ثمن مرتفع مستقبلاً فمن يدري؟ أو مادة لبرنامج تلفزيوني بعنوان: «من القديم المتجدد».
«إنتاج» الشعارات الجديدة وتغيير «الهوية» أصبح ظاهرة حكومية في وزارات، وكان كذلك في شركات حكومية، وإذا لم تجد فرقعة إعلامية قم بتغيير الشعار وصور بجواره سيلفي، أو «أطلقه» بضغطة زر.
يعتقد المسؤول أن تغيير الشعار سيغير الخدمة ويطور العمل ويحفز الموظف على النشاط الإيجابي، «هناك نشاط سلبي منتشر فلا بد من تحديد نوع النشاط»، لكن لبس الثوب الجديد لا يعني حلول العيد، صحيح أنه يمكن لمن ارتداه الابتهاج و«التشخيص»، ونقطة عند هذا الحد.
قامت هيئة الإذاعة والتلفزيون بتغيير شعارها وهويتها بملايين الريالات، ولم يتغير شيء في العمل الأساسي والوظيفي لهذه الوسائل، كان يمكن لهذا المبلغ بصرفه في شأن آخر أن يحقق فرقاً. وغيرت الخطوط السعودية شعارها، وذهبت إدارة الشعار المتغير، ولم تحقق تقدماً يذكر، وغيرت شركة الاتصالات شعارها، وذهبت إدارة تغيير الشعار، ولم تتغير الخدمة.
وزارة التعليم غيرت شعارها «مجاناً» كما ذكرت الأخبار، وكانت غيرته سابقاً بفلوس، وفي كلا الحالتين لم و«لن» يتغير شيء يذكر، بقي المواطن يلجأ قسراً للمدارس الخاصة برسومها العالية لعدم توافر مدارس حكومية في الأحياء، وما زال سائق باص الطالبات لا يعرف أدنى درجات الانضباط.
وتلفزيونياً بقي المشاهد السعودي يتابع قنوات أخرى غير القنوات الرسمية، على رغم شعارها الجديد.
أخذنا تغيير الشعارات و«الهويات» من الإدارة الغربية، لكننا لم نأخذ سواه، لأن الإدارة لدينا مغرمة بالشكل حالها حال مجتمع «أرغم» على الاهتمام بالشكل على حساب المضمون.
إذا أراد وزير التعليم أن يحقق خطوة محسوبة يلمسها بعض المواطنين عليه أن يفتح أقصد يغلق ملف المدارس «الصينية»، هذه المدارس ما زالت منذ سنوات في حالة «العظم الأسمنتي»، في مقابل أن الوزارة لا تجد كما يقال «أراضي في تلك الأحياء لإقامة مدارس»، وفي حين تجد المدارس الخاصة للقطاع «الخاش» أراضي وسط الأحياء لتشيد العظم واللحم، وتضع المكياج في سنة ونصف السنة.