كيف وليش؟

من أصعب الأعمال الفنية تلك الأعمال الموجهة للطفل، وكلما كانت تلك الأعمال مباشرة أي على الهواء كانت الصعوبة والخطورة فيها أكبر، وبرامج الأطفال التلفزيونية تجاوزت الآن مرحلة الأناشيد وسواليف الجدات،لتصب في الترفيه التعليمي ، فتجيب على أسئلة الأطفال التي لاتنتهي خصوصا ذلك السؤال البعبع  ليش؟،
ليش الماء ليس له لون؟
تجيب أنت ···”علشان نقوم بتلوينه”،
 وليش نلونه، لانه لالون له؟ وهكذا·
وقبل فترة ظهرت علينا بعض القنوات الفضائية ببرامج حشر فيها الأطفال حتى تكون برامج أطفال وأن سميت بأسماء متعددة،منها مايصيب بالصداع والخوف أيضا ، يظهر فيها مذيع أقرب للمهرج منه لأي كائن أخر هدفه الرئيسي أضحاك الأطفال على لاشيء، وضمن هذا الترفيه والأضحاك يتعلم الأطفال لغة عجيبة ليس لها مثيل إلا في لغة “الهنكا بنكا” ، ويتعلمون وهم مقلدون خصوصا للتلفزيون الذي يأتي بكل شيء يتعلمون حركات وتصرفات ما أنزل الله بها من سلطان تضر وتشوه مخيلة الطفل قبل واقعه، حسب علمي أول ماظهر هذا النوع من البرامج في إحدى قنوات الأمارات ثم فوجئنا فيه بمقدمه الذي أعتقد انه إسمه تاج في تلفزيون الشرق الأوسط،
وأعتب على الأخوة في محطة تلفزيون الشرق على الاوسط، الذين لم يختاروا إلا هذا النوع التهريجي من برامج الأطفال، وهؤلاء الصغار يمكن أن يلتفوا حول أي مهرج ويمكن أن يقبل هذا في مشتل أو قرية سياحية “عقب عصر” ، لكن في برنامج يراه الملايين ويسلم الناس أطفالهم له ،فهو أمر مستغرب·
إضحاك الأطفال والترفيه عنهم أمر مستحب، لكن لايجوز أن تكون النتيجة تشويههم، وتشويه لغتهم وتصرفاتهم، وهو ما نعاتب أخوتنا في المحطة التي نتعاطف معها ، وأعتقد أن هذه المحطة غير محظوظة في أختيار عددمن البرامج قد يخالفني البعض ولهم الحق في ذلك لكن هذا البرنامج ومقدمه أمر أكاد اجزم انه متفق علي أن سلبياته وأنه لايليق بمحطة مثل هذه المحطة، ولعل الاخوة المهتمين ببرامج الأطفال يشاهدون برنامجا تبثه إحدى القنوات اللبنانية للأطفال إسمه “كيف وليش؟”، ليروا الفارق الكبير في المضامين ومايترسخ في أذهان الأطفال ، مع تحفظنا على اللهجة وأشياء أخرى،
أخ عزيز مدير لمدرسة بنين هاتفني أكثر من مرة ملاحظا لغة “الهنكا بنكا “وحركات “الهنكا بنكا “في ذلك البرنامج فأستدعى لذاكرتي أنطباعي عن المقدم أو بالاصح مايقدمه أول مرة شاهدته في قناة الأمارات، ولايلام أخونا فهذه بضاعته لكن يلام من أوصى به·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.