خبطة

إتصل علي قارئ كريم قائلا انه حصل على رقم هاتفي  الشخصي من زميل ،وأن لديه خبطة صحفية، فكرت في الزميل الذي سمح لنفسه بأهداء رقم هاتفي لمن يرغب من دون إذن مني،قلت لابدأنها خبطة تستحق مثل هذا التصرف خاصة وأن الزميل إعلامي قديم ، إنتظرت لسماع الخبطةمن فم القارئ المتحمس الذي قال انه وجد ذبابة في زجاجة مشروب، بالنسبة لقارئ بحماس صاحبنا قد يبدو هذا الاكتشاف خبطة لكنه بالنسبة لأي صحفي منا فهو أمر عادي جدا، منذ وعيت علي الصحافة والناس يكتشفون ذبابا وارجل صراصير وقرونها الاستشعارية،بل وخنافس وأجسام غريبة أخري  لاتعد ولاتحصى في المشروبات المختومة والسندويشات والكيكات التي تلمع في الأعلانات،  ولم ارغب في أحباط حماس القارئ  لحظتها، بالنسبة لي لم يعد هذا خبرا ، لوكان ما وجد في المشروب ديناصورا  أو بغلا او حتى ضبا علي الاقل لكان هناك شيء يستحق التنوية ويمكن مع رشفات من المشروب نفسه  أعتباره خبطة، لكن الامر ليس سوى ذبابة حسب قول  القارئ، وأنزعجت من زميلي السابق يبدو أن ادواته الصحفية لم تعد بنفس اللياقة، وإلا كيف يزعجني بأتصال من هذا النوع لأجل ذبابة في مشروب، تصورو ذبابة حقيرة، هل هي محاولة للتخلص من القارئ الذي طلب منه تبني القضية··· ربما·
أعترف ان مثل هذا الموضوع لم يعد يثيرني لقد تعودت عليه، وكيف أهتم به والجهات المسؤولة عن عدم وجود الذباب في غير مواقعه المسموح له بالتواجد فيها لم تعد أو تكن على الارجح تهتم، الأمور تغيرت ،سبحان المغير الذي لايتغير، كان الناس في زمن قريب يفرحون بوجود ذبابة في مشروب !، تعرفون لماذا؟، لأنه بمجرد تقديمه للجهة المنتجة يحصل المستهلك علي كميات كبيرة من نفس المشروب،وعليه وقتها أن يبحث عن ذبابة أخرى، أنه نوع من المسابقات التسويقية لم يستوعبه المستهلك، وللأسف أن بطن المستهلك يستوعب أكثرمما يستوعب فهمه، لو ينصح المستهلك بأغلاق عينيه وفتح فمه لأراح وأستراح، لكنه مدلل ،في بلدان أخرى لايجدون المشروب أصلا،  وماذا في الذباب، نحن نتعايش مع ذباب يمشي على أرجل  فيكيف به غريقا لايحرك ساكنا، تصور حياة بلا ذباب كيف هي مملة وخاملة عن ماذا تهش بيديك قل لي بالله عليك·
دعوني اروي لكم قصة طريفة عن الجهة المسؤولة عن عدم وجودالذباب في غير مواقعة العجيب أنها مسؤولة عن قطع غيار السيارات، مرة كتب قارئ يملك سيارة أوربية لنا  بالوثائق أن سعر قطعة الغيار التي طلبها من الوكيل  أعلى بأضعاف من سعر الشركة الام مع أجور الشحن، وأنهالت الاتصالات من الجهة المعنية: هاتو عنوان القارئ وفرح القارئ بهذا الاهتمام الكبير وعلى مستوى عالي، ولم أفرح أنا لأني تعودت على ذباب في المشروبات، بعد أن توثقت الجهة من صدق الشكوى قالت للقارئ سنتصل عليك ، ولم يتصلوا رغم أنه لم يكن يبحث عن وظيفة لو كان كذلك لعذرتهم، هل كانوا يبحثون عن خلل في الشكوي الله أعلم ، ثم يأتي قاريءليقول لي أنه وجد ذبابة في مشروب وأنها خبطة!!
أية خبطة يارجل إنها مسابقة·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.