البزران في البران

هل أنتم متفائلون بتحسن السلامة المرورية قريبا؟،
سأجيب عنكم،
أنا لست متفائلا وهذا يتصادم بالتأكيد مع أمنياتي، ولكن الحقيقة الماثلة أمامنا تقول ذلك، دعونا منا، ليس هناك خطأ مطبعي ،أقول دعونا منا نحن، فقد أصبحنا عصبا لايمضغ ،  وقربة مشقوقة ،هذا حالنا ، ولكن ماذا عن الجيل القادم هل سيرتسم خطانا ويرتكب أخطائنا، ويقتل بعضه بعضا مثلنا، هذا هو المتوقع ففي الوقت الذي تبقى حال مدارس القيادة>البالغة < لدينا علي حالها القديم وهي منبع السائقين والقالب الذي يتخرجون منه ،نشأت مدارس قيادة جديدة على أطراف المدن الكبيرة ،خذ الرياض مثلا و>إكشت <على طريق الثمامة ستجد مدارس قيادة الدبابات وهي تتيح للأطفال أن يخطو الخطوة الأولي للشارع العام ، من دون أبسط وسائل السلامة ، >مراعي< الدبابات الرميلة المنتشرة على ذلك الطريق لايديرها إلا راعي لايختلف كثيرا عن رعاة الماشية، وهمه الرئيسي جني المحصول والحفاظ على سلامة الدبابات ورغم الأخطار التي قد تحدث للأطفال السائقين لهذه الآفات الرملية ،ورغم مزاحمة بعض المغامرين منهم للسائقين في الطريق العام،فإن يفعلون ذلك من دون إرتداء خوذ السلامة ،ومن دون معرفة أبسط قواعد إستخدام الطريق، فتصبح أول قاعدة لديهم هي >بزندك وصدام موترك<، هذه المدارس الجديدة لتعليم >البزران< القيادة في >البران< هي أول علم لهم بالقيادة و>الرمح على أول ركزة<، لذلك لاتستغرب إذا ماإستمر الناس مع إختلافه أجيالهم على >معط مواترهم< و>الزورقه<، في الشوراع ،لأنهم أول مايتعرفون يتعرفون على دواسة الوقود ، الأب أول ما يجامل إبنه في قيادة السيارة يجعله >يسخن الموتر< صباحا حتى ولو كنا في القيظ القايظ، والتسخين يستلزم الدعس بقوة متكررة على دواسة الوقود ، ويستفاد من هذاأيضا في إيقاظ الجيران، والمحرك يصدر زئيرا ينبسط له،  يستدعي إلى أذهانهم إمارات الرجولة،أما الفرامل فهي مهجورة لاتشير في الأذهان إلا إلى التقاعس والتراجع وقلة المراجل، ومدارس تعليم >البزران في البران <، تجعلهم يفكرون أن كل الشوارع براري حيوانها الوحيد هو آلة لايحكمها إلا سائق طائش، لذلك تراهم >يزورقون< ويقفون في أي مكان بمناسبة أو بدون حتى في وسط الطرق السريعة، فهي صحاري وهم يسخنون المواتر، وللموضوعية فليس الأطفال ومن في حكمهم فقط من يعمل ذلك بل كثير من البالغين >المالغين<··تجودو يالربع·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.