صندوق فقط لا غير

صندوق تنمية الموارد البشرية يبحث عمّن يخبره عن نتائج أعماله؟، هذا ما طالعناه في إعلان نشره الصندوق في بعض الصحف المحلية، الإعلان يشير إلى “حاجة” الصندوق لإجراء دراسة علمية بحثية وميدانية حول المواضيع التالية:
1_ واقع التدريب الداخلي في منشآت القطاع الخاص المستفيدة من دعم الصندوق.
2_ التسرب الوظيفي بين المواطنين في منشآت القطاع الخاص.
3_ تقويم آليات وعمل وبرامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك.
هذا يعني أن صندوق “تنمية” مواردنا البشرية لا يعلم شيئاً يذكر عن واقع التدريب الذي يفترض أنه أنشئ لدعمه وتمويله، وهو أيضاً لا يعلم شيئاً يذكر عن تسرب الموظفين من المواطنين في القطاع الخاص، وأطرف ما في الأمر أن على الجهات البحثية الراغبة في التقدم لإجراء الدراسة العلمية الاتصال بإدارة البرامج و “الدراسات”، عجيب هذا الأمر ما دامت هناك إدارة للدراسات في الصندوق فلماذا لا تقوم هي بعمل هذه الدراسة، وصندوق تنمية الموارد البشرية جهة حكومية فلماذا لا يستفيد من معهد الإدارة وهو المشهود له بالكفاءة الإدارية هل لكونه صندوق ولديه أموال؟!
نستفيد من الإعلان أن هذا الصندوق الذي بنيت عليه آمال وتطلعات عند إنشائه وتفاءل الناس بتوقيع اتفاقاته مع شركات في القطاع الخاص… ليس لديه الكفاءات المؤهلة لتقويم أعماله والتأكد من سلامة خططه وسياساته، وعلى هذا الأساس يمكننا القول إنه مثل حاطب ليل لا يدري هل ذهبت أموال الدعم والتمويل في الوجهة الصحيحة وأثمرت تأهيلاً وتدريباً، وكنت أظن أن لدى الصندوق ملفاً لكل متدرب قام الصندوق بتمويل تدريبه، وكنت أظن أيضاً أن لدى الصندوق آلية لمتابعة هذا المتدرب/المتدربين لمعرفة أين واقعهم بعد التمويل، وهل استفادوا واستقروا في وظائف محترمة أم أن المستفيد الوحيد من التمويل هي شركات القطاع الخاص التي سارعت بذكاء القطاع الخاص ووقعت اتفاقات تسيدت صفحات الصحف.
إن من حق صندوق تنمية الموارد البشرية تقويم أعماله ومن حقه أيضاً أن يختار من يشاء لهذا التقويم لكن المواضيع المطروحة في المناقصة أو المزايدة، تشير إلى أنه لا يعلم شيئاً يذكر عن واقع تلك الأعمال، وكأن الصندوق بإعلانه ذاك يسأل: ما هو وضعي؟  ويظهر أنه اكتفى باسم الصندوق وترك تنمية الموارد البشرية للبركة، لذلك إذا قرأت عزيزي القارئ عن التدريب والتوظيف والأحلام والتطلعات فوسع صدرك، وإذا قرأت اسماً طويلاً لمنشأة ما فأنصحك بالاكتفاء بالكلمة الأولى.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.